تسلم المغرب مؤخراً حوالي 600 مركبة مدرعة من طراز “M1117 Guardian” الأمريكية في إطار برنامج “المعدات الدفاعية الفائضة”، ما يعكس دينامية تحديث الجيش المغربي وتطوير عقيدته الدفاعية. ويشير الخبراء إلى أن هذه الصفقة تعزز مكانة المغرب كشريك استراتيجي رئيسي للولايات المتحدة خارج حلف الناتو، مؤكدة على عمق الشراكة العسكرية بين الرباط وواشنطن، التي تشمل تدريبات مشتركة ومناورات عسكرية سنوية كبرى مثل “الأسد الإفريقي” و”أوبان غايم”، إضافة إلى التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي.
ويعتبر الخبراء أن إدماج هذه المدرعات في الترسانة المغربية يندرج ضمن استراتيجية شاملة لتطوير قدرات القوات المسلحة الملكية، بما يشمل مروحيات “أباتشي”، دبابات “أبرامز”، ومنظومات “باتريوت”، مع التركيز على تعزيز التكامل العملياتي والجاهزية القتالية في مواجهة التهديدات التقليدية واللامتماثلة. كما أن هذه المعدات تمثل امتداداً للرؤية الملكية لتحديث الجيش وضمان دوره في حماية الوحدة الترابية والمساهمة في عمليات حفظ السلام الأممية في إفريقيا، فضلاً عن تعزيز المرونة الأمنية استعداداً للاستحقاقات الكبرى مثل كأس العالم 2030.
ويرى خبراء في إدارة الأزمات والتحليل الاستراتيجي أن المدرعات الجديدة توفر حماية باليستية متقدمة وقدرة عالية على التعامل مع الألغام الأرضية والعبوات الناسفة، إضافة إلى منصات حركية متفوقة للمهام الاستطلاعية والانتشار السريع وحماية خطوط الإمداد. وتساهم هذه الإضافة في رفع جاهزية الجيش الملكي، وتعزيز قدرته على التفوق التكتيكي والردع الاستراتيجي، ما يعكس تحولاً نوعياً في عقيدة الاشتباك المغربية ويؤكد على المكانة المتقدمة للمغرب كركن استقرار إقليمي ومحور أساسي للتعاون العسكري مع الولايات المتحدة في شمال إفريقيا والساحل.
02/10/2025
