نجحت كما هو معلوم الأجهزة الأمنية في وضع حد لمسار إجرامي طويل انتهى بسقوط المدعو موسى فرقوني، الملقب بـ”برنس أزغنغان”، والذي ارتبط اسمه بـ”العرس الأسطوري” الذي أثار ضجة غير مسبوقة في الرأي العام ، حيث سيعرض بعد لحظات على أنظار الأستاذ مجيد أزهريو نائب الوكيل العام باستئنافية الناظور ، والذي سيحيله على الأستاذ أوسطي قاضي التحقيق.
موسى لم يكن مجرد اسم عابر في عالم المافيا، بل كان الذراع الأيمن لعبد اللطيف، شقيق إبراهيم أدغلاوي، أحد أخطر الوجوه التي دوّخت الأجهزة الأمنية لعقود، متنقلاً بين المغرب والجزائر، قبل أن يفرض هيمنته على محيط أزغنغان وجبل كوروكو وسواحل الناظور والدريوش، حيث كان يتحكم في خيوط شبكة إجرامية تمتد من البر إلى البحر.
ورغم إفلاته من عدة محاولات سابقة لإيقافه، بل وحتى بعد أن استعانت الأجهزة بطائرات هليكوبتر في مطاردته، انتهت فصول المطاردة أخيراً بكمين محكم، استُخدمت فيه سيارتان لاعتراض مساره في خطة تمويهية تُحاكي “حادث سير”، فيما بقيت سيارة ثالثة في الوسط يقودها عنصر مرافق. ومن هناك، بدأت فصول جديدة لنسخة ثانية من الشبكة ، قبل أن يسقط موسى، صاحب الضجة الإعلامية، في الفخ.
وجاءت ساعة الحسم حين اقتيد من داخل مقهى بمدينة سلا رفقة زوجته، في مشهد خاطف أنهى أسابيع من الترقب والمطاردة. العملية أسفرت عن حجز هواتفه الشخصية، هاتف زوجته، وكميات هامة من المجوهرات، قبل أن يتم تسليمه إلى الشرطة القضائية بالناظور تحت حراسة أمنية مشددة، حيث انهار أمام المحققين معترفاً بجميع التهم المنسوبة إليه.
ملف فرقوني لم يكن عادياً؛ إذ يضم أكثر من 51 تهمة خطيرة جعلته موضوع مذكرات بحث وطنية ودولية لسنوات، ليُصبح واحداً من أعقد الملفات المرتبطة بالجريمة المنظمة في المملكة.
ولم يأت سقوطه في فراغ، بل تزامن مع حادث دموي جديد منذ ايام على الطريق الساحلي مؤخراً، حين اندلع تبادل لإطلاق النار بين شبكة أمجاو وعناصر من شبكة لطيف أدغلاوي، في مواجهة مباشرة عكست حجم الصراع الدموي بين هذه التنظيمات، بعدما تعرض بعض العناصر لوابل من الرصاص في قلب المواجهة.
المعطيات تؤكد أن سقوط فرقوني لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة رصد محكم لمكالمات زوجته وتعقب لقاءاته المشبوهة التي كانت مبرمجة في طنجة والرباط ومراكش، قبل أن تُجهض في اللحظات الأخيرة. الأجهزة الأمنية انتظرت ساعة الصفر لتوجيه الضربة القاضية التي أغلقت فصلاً مظلماً من فصول الجريمة المنظمة.
لكن سقوط “البرنس” ليس سوى بداية، فيما لا يزال الباقون في الانتظار.
وبينما يترقب الشارع الناظوري والرأي العام الوطني ما ستكشفه الساعات المقبلة، تتناسل الأسئلة الثقيلة: هل يشكّل سقوط “البرنس” النهاية الحقيقية لإمبراطورية “آل إدغلاوي”، أم أن المشهد لا يعدو أن يكون بداية لفصل أشد دموية، خاصة مع التوترات المسلحة الأخيرة على الطريق الساحلي بين الناظور والدريوش؟
القضية مفتوحة على احتمالات صادمة، لكن المؤكد أن العدّ التنازلي قد بدأ…
أما “العرس الأسطوري” الذي خلّد اسمه، فقد تحوّل إلى لعنة؛ إذ ظلّت مشاهد تناثر المال “تيراشراش” وسط تبريحات كبار المغنين تتردّد في ذاكرة الساكنة والرأي العام، تماماً كما في أفلام الأكشن، حيث اختلطت الصدمة بالذهول والانبهار بين أصدقائه ومعارفه… لتكتب النهاية كما لم يتوقعها أحد.
03/10/2025