بين لمعان المصابيح الخافتة وصرير محاور العجلات القديمة، اكتست فعاليات الدورة الرابعة عشر للمهرجان الدولي للفيلم المغاربي، المنظم تحت الرعاية السامية، بحلة فريدة جمعت بين روعة السينما وبهاء التراث الميكانيكي. جمعية الأمل للسيارات العتيقة بالدريوش كانت الحضور الأبرز، لتضيف إلى الحدث طابعاً متفرداً يجسد التلاقح بين الثقافة والفن والتراث العتيق في قلب المنطقة الشرقية.
على مسرح محمد السادس، كان الزوار على موعد مع معرض استثنائي للسيارات الكلاسيكية، حيث أسرّت كل سيارة برواية زمن مضى، وكل معدن يلمع كأنه مشهد سينمائي ينبض بالذاكرة. تنقل الحاضرين بين الماضي والحاضر، في انسجام تام مع أجواء النوستالجيا التي يقدمها الفن السابع، في تجربة حسية تجمع بين العين والقلب، وبين الصوت والحركة.
الحضور الرسمي، الذي شمل الكاتب العام للولاية وعدداً من المصالح الخارجية وفعاليات ثقافية محلية، أكد على المكانة المتميزة التي بلغها المهرجان، وجعل من المعرض مناسبة للتعبير عن الانفتاح على التراث والإبداع، وعن قدرة الثقافة على جمع الجماهير حول رموز فنية ومادية تحملها ذاكرة المنطقة الشرقية.
افتتح الحفل الرسمي يوم الاثنين الماضي وسط أجواء احتفالية حافلة بالترحاب، حيث استقبلت جمعية الأمل للسيارات العتيقة بكرم وحفاوة بالغة، ما عزز حضورها كفاعل ثقافي واجتماعي يسعى للحفاظ على التراث الميكانيكي، وكمساهم أساسي في إبراز الوجه الحضاري والفني للمدينة.
وتظل مشاركة جمعية الأمل نموذجاً حيّاً للتلاقي بين الميكانيكا والفن السابع؛ بين الصلابة الصامتة للسيارات العتيقة وحيوية الصورة السينمائية، حيث يتحول كل محرك إلى نبض، وكل عجلة إلى مشهد يعيد الجمهور إلى أجواء زمنية مختلفة. هذا المزج بين الماضي والحاضر، بين الملموس والمجاز، يجعل من مهرجان وجدة الدولي للفيلم المغاربي، المنظم تحت الرعاية السامية، تجربة حسية فريدة، تؤكد الانتماء للهوية الثقافية للمنطقة الشرقية، وتبرز قدرة الفن والتراث على إعادة كتابة الزمن بطريقة ساحرة وجذابة لكل الحواس.
وفي رسالة شكر وامتنان موجهة إلى السيد خالد سلي، مدير المهرجان ورئيس جمعية سيني المغرب – وجدة، أعرب رئيس الجمعية، السيد غد القادر لوكيلي، عن تقديره الكبير لتنظيم المهرجان وحفاوة الاستقبال، مؤكداً أن هذه المشاركة ساهمت في تعزيز إشعاع وجدة كمدينة للإبداع الفني، وعبّر عن استعداد الجمعية الدائم لدعم المبادرات التي تحافظ على التراث وتثري المشهد الثقافي والفني بالجهة الشرقية.