أكد مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، أن إصلاح منظومتي التعليم والصحة يشكل أولوية استراتيجية للحكومة، مشدداً على أن مشروع “مدارس الريادة” يأتي ضمن رؤية شاملة لإعادة الاعتبار للمدرسة العمومية، بعيداً عن أي حلول ترقيعية أو مؤقتة. وأوضح أن الحكومة خصصت ميزانية غير مسبوقة للقطاعين بلغت 120 مليار درهم، منها 95 ملياراً للتعليم و32 ملياراً للصحة، في ارتفاع ملحوظ مقارنة بالسابق، مؤكداً أن الهدف هو تعزيز الخدمات وتوسيع قاعدة المستفيدين وليس خصخصتها، باعتبار التعليم والصحة مدخلين أساسيين لتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص.
وأشار بايتاس إلى أن مشروع “مدارس الريادة” يهدف إلى الارتقاء بجودة التعليم العمومي، بما يمكن المتعلمين من بناء مستقبلهم والمساهمة في الرقي الاجتماعي، مستشهداً بتقارير مؤسسات وطنية مستقلة تُظهر تقدماً ملموساً في هذا المجال، مثل ارتفاع نسبة التمدرس في التعليم الأولي من 72 بالمئة سنة 2021 إلى 85 بالمئة سنة 2025. وأضاف أن المجتمع المغربي يواجه اختلالات واضحة على مستوى منظومة القيم نتيجة تراجع دور الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام والمؤسسات الحزبية والاجتماعية في التأطير، ما يجعل العودة إلى المدرسة كمؤسسة مركزية في إعادة بناء القيم ضرورة ملحة.
وفيما يخص النقاش السياسي، أعرب الناطق الرسمي باسم الحكومة عن أسفه لغياب حوار جاد يواكب التحولات المجتمعية، مشيراً إلى أن منصات التواصل الاجتماعي أسهمت في تراجع جودة النقاش وتحويله نحو الإثارة والعداء الشخصي، ما أثر على العلاقة بين المواطن والفاعل السياسي. وشدد بايتاس على ضرورة توضيح قنوات التواصل الحكومية للمواطنين، ودعا الوزراء لتحمل مسؤوليتهم في شرح السياسات العمومية المرتبطة بقطاعاتهم، مؤكداً أن الارتقاء بمستوى النقاش السياسي والإعلامي بما يليق بتطلعات المواطنين هو السبيل لخدمة المصلحة العامة بعيداً عن الشعبوية والمزايدات.
04/10/2025
