تكشف تسريبات حصرية تحصلت عليها جريدة “كواليس الريف” عن شبكة متشعبة من الجرائم الاقتصادية والمالية ، تقودها مافيا المخدرات في قلب إقليم الناظور ، مستغلة وكالات كراء السيارات كواجهة لتبييض الأموال وتحريك عمليات دولية لتجارة المخدرات والبشر.
فبحسب مصادر مطلعة، فإن خمس وكالات كراء سيارات بالإقليم او اكثر تعود ملكيتها فعليًا لبارونات المخدرات، تُدار عبر وجوه ظاهرية لا علاقة لها بالمجال الإجرامي، بينما تمتد الخيوط الحقيقية للمافيا من المغرب إلى أوروبا، مع تركيز خاص على الديار الهولندية والإسبانية … من بين هذه الوكالات، تتصدر وكالة ب “طريق أزغنغان” بالناظور وأخرى في حي المطار ، وثالثة بالعروي المجاورة، والتي تبين أنها تابعة لمافيا الكوكايين والمخدرات الكبرى . كما توجد وكالة تقدم خدماتها للقادمين من الخارج، مستغلة شهرة المدينة كحلقة وصل دولية لغسل الأموال.
وحجزت السلطات الأمنية العديد من السيارات التابعة لهذه الوكالات، ضمن تحقيقات مكثفة تكشف مدى التغلغل الإجرامي في الاقتصاد المحلي. وأكدت المصادر أن هذه الوكالات لم تكن مجرد واجهة تجارية، بل أدوات استراتيجية لغسل الأموال، تمويل شبكات دولية، وربط تجارة المخدرات بالمصالح المالية في الداخل والخارج.
وسط هذه العاصفة، يبرز اسم موسى فرقوني، صاحب العرس الأسطوري بأزغنغان وسلوان، الذي أصبح محور التحقيقات بعد إحالة قاضي التحقيق له بناءً على ملتمس الوكيل العام للملك لدى استئناف الناظور. فرقوني يواجه 51 تهمة، بعد أن كان مطارداً بمذكرات بحث وطنية ودولية، ويقضي الآن ثاني ليلة في زنزانة انفرادية بسجن سلوان، وفق مصادر كواليس الريف.
وكشفت المصادر نفسها تفاصيل مثيرة لحياة فرقوني داخل السجن، إذ ظل طوال ليلة أمس يتوسل الحراس للسماح له بالخروج إلى المرحاض ، هذه التفاصيل الدراماتيكية تعكس صرامة الإجراءات المتخذة ضده، تفاديا لتسريب معلومات إلى شركائه عن طريق سجناء آخرين ، وتسلط الضوء على الشخص الذي يقف وراء واحدة من أخطر شبكات المخدرات في المغرب، والذي ارتبط اسمه بمليارات الدراهم وتحركات مشبوهة محمية بتغطية أمنية.
ما يزيد القضية تعقيدًا هو أن المحاضر الرسمية ثبتت تورط عدة جهات مع هذه الشبكات، ما يفتح الباب لتساؤلات عميقة حول مدى تعمق النفوذ وتداخل الجريمة ،
04/10/2025