في لحظة احتفاء بالعلم والبحث الطبي، أعلنت لجنة جائزة نوبل في الطب صباح اليوم الاثنين عن فوز ثلاثة علماء مرموقين، اثنان من الولايات المتحدة وثالث من اليابان، بجائزة نوبل للطب لعام 2025، تقديراً لاكتشافهم الثوري المتعلق بآلية “التحمل المناعي المحيطي”، وهي العملية الحيوية التي تمنع الجهاز المناعي من مهاجمة خلايا الجسم السليمة.
ويتعلق هذا الإنجاز بمفهوم أساسي في علم المناعة، يُعتبر بمثابة “صمام أمان” طبيعي يمنع الجسم من تدمير نفسه، إذ يفسر كيف يحافظ الجهاز المناعي على التوازن بين مقاومة مسببات الأمراض من جهة، وحماية الأنسجة السليمة من جهة أخرى.
الفائزون الثلاثة – ماري إي. برونكو، وفريد رامسديل، وسيمون ساكوغوتشي – تمكنوا من خلال أبحاث دقيقة امتدت لعقود من الزمن من فك شيفرة هذا التوازن الدقيق، ما فتح الباب أمام آفاق علاجية جديدة في مواجهة أمراض المناعة الذاتية مثل داء السكري من النمط الأول، والتصلب المتعدد، والذئبة الحمراء، بل وحتى في تعزيز فعالية علاجات السرطان من خلال التحكم في ردود الفعل المناعية داخل الجسم.
وجاء الإعلان عن الجائزة في معهد كارولينسكا السويدي، في مستهل موسم جوائز نوبل لهذا العام، الذي يتواصل على مدى الأسبوع الحالي، ليُتوَّج الجمعة المقبلة بالإعلان المرتقب عن جائزة نوبل للسلام.
ويرى خبراء الطب الحيوي أن هذا التتويج يعكس التحول العميق الذي يشهده الطب الحديث، حيث باتت المناعة محوراً رئيسياً في تطوير علاجات دقيقة وشخصية، تعتمد على قراءة البصمة الجينية والاستجابة المناعية لكل مريض على حدة.
وفي السياق المغربي، يُعدّ هذا الإنجاز العلمي العالمي مصدر إلهام للباحثين المغاربة الشباب العاملين في ميادين البيوتكنولوجيا والطب التجديدي، خصوصاً في ضوء الجهود الوطنية لتطوير البحث العلمي والطبي، وتعزيز قدرات الجامعات ومراكز البحث في مجالات المناعة وعلم الوراثة.
وكانت جائزة نوبل في الطب لعام 2024 قد مُنحت للعالمين غاري روبكون وفيكتور أمبروز لاكتشافهما للـ micro-RNA ودوره المحوري في تنظيم التعبير الجيني، مما مهد الطريق لفهم أعمق لآليات الخلايا وكيفية تعاملها مع الأمراض.
وتُختتم فعاليات نوبل لعام 2025 بالإعلان عن جوائز الفيزياء والكيمياء والأدب والاقتصاد، قبل إسدال الستار على الأسبوع العلمي العالمي بإعلان جائزة نوبل للسلام من العاصمة النرويجية أوسلو.
06/10/2025