تحولت رحلة عادية على متن حافلة للنقل العمومي بين جماعتي للا تكركوست وتحناوت، صباح السبت الماضي، إلى لحظة مأساوية ممزوجة بالبطولة، بعدما فاجأ المخاض امرأة حامل بأن توأمها سيأتي إلى العالم قبل الموعد. صمت الركاب تحطم على وقع صرخات الألم، لتتحول الحافلة بسرعة إلى مسرح لمواجهة المجهول، حيث أضحى الركاب فجأة مسعفين متطوعين، والسائق قائداً للمشهد، يوقف الحافلة على جانب الطريق ويتواصل مع سيارة الإسعاف لإنقاذ الأم وولديها.
في غياب الأطباء والقابلات، تشكل فريق مساعدة مرتجل من الركاب، خاصة النساء المسنات وبعض الشباب، حيث أعدوا المقاعد الخلفية كسرير مؤقت ولفوا الرضيعين بالمعاطف والأغطية لتدفئتهما. وفق شهادات ركاب، كان صراخ المولودين التوأم، ذكر وأنثى، لحظة تحوّل فيها التوتر والقلق إلى فرح صامت وانبهار، فيما أدى التكاتف الجماعي إلى إنقاذ الأم وولديها في ظروف استثنائية.
بعد دقائق قليلة وصلت سيارة الإسعاف لتجد أن المهمة قد أُنجزت بفضل تكافل الركاب وسرعة التدخل، وتم نقل الأم والتوأم إلى المستشفى الإقليمي محمد السادس بتحناوت حيث تبين أن حالتهم الصحية مستقرة. قبل أن تستأنف الحافلة رحلتها، ودّع الركاب السائق والمساعدين بعبارات الشكر، مثبتين درساً إنسانياً بليغاً يؤكد أن التضامن والمروءة قادران على تحويل أي موقف مفاجئ إلى قصة حياة وبطولة جماعية حقيقية، حتى في أبسط أماكن المرور اليومية.
07/10/2025











