تشهد مدينة الحسيمة موجة جديدة من الجدل والغضب عقب صدور بيان شديد اللهجة عن النادي الرياضي الحسيمي، عبّر فيه عن رفضه لما وصفه بالحيف والتمييز في توزيع المنح الرياضية من طرف المجلس الجماعي للمدينة، خلال دورة أكتوبر المنعقدة أمس ، في إشارة واضحة إلى اختلالات ومعايير غامضة تحكم هذا الدعم.
البيان الذي وقّعه رئيس النادي جاء ليكشف حجم الاحتقان داخل الوسط الرياضي المحلي، حيث أكد أن فريقه لم يتلقّ سوى منحة “هزيلة” مقارنة بما يحصل عليه فريقا الرجاء الحسيمي (50 مليون سنتيم) وشباب الريف الحسيمي (200 مليون سنتيم)، رغم أن نادي الرجاء يمارس في نفس ( القسم بالعصبة الجهوية ).
ورغم أن رئيس المجلس الجماعي، نجيب الوزاني، صرّح بأن المنح وُزعت وفق معايير محددة، إلا أن النادي الرياضي الحسيمي اعتبر تبريراته “غير مقنعة” و”دليلاً على وجود اختلال واضح في العدالة الرياضية”، ملوحًا بتنظيم وقفات احتجاجية سلمية قبل أن يقرر تأجيلها احترامًا للوضع الوطني العام، وخصوصًا مع تصاعد احتجاجات “جيل زد” المطالبة بمحاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية.
لكن خلف هذا الملف المالي، تطفو إلى السطح قضية أخرى أكثر تعقيدًا، وهي تضارب المصالح داخل المجلس الجماعي نفسه.
فمصادر مسؤولة تؤكد أن عبد السلام الغلبزوري نائب رئيس الجماعة – الذي سُحب منه التفويض قبل أشهر بسبب تورطه في فضائح رخص التعمير – هو الرئيس الفعلي لفريق رجاء الحسيمة، المستفيد من نفس المنحة التي يحتج ضدها النادي الرياضي الحسيمي.
هذا التقاطع بين السياسة والرياضة والمصالح الشخصية يضع أكثر من علامة استفهام حول نزاهة القرارات المتعلقة بتوزيع الدعم العمومي، ويُعيد النقاش حول ضرورة فصل المجال الرياضي عن الحسابات السياسية الضيقة.
فكيف يمكن الحديث عن منافسة شريفة أو عدالة في الدعم، إذا كان أحد المستفيدين هو في الوقت ذاته صاحب القرار داخل الجهة المانحة؟
عدد من المتابعين للشأن المحلي اعتبروا ما يجري نموذجًا مصغرًا لفساد التسيير المحلي بالحسيمة، رغم أن الرئيس الوزاني شخصية معروف بنزاهته ، لكنه محاط بثعابين الفساد ، حيث تُستعمل الرياضة كأداة لتلميع الصورة أو تصفية الحسابات بين الفرق، بدل أن تكون مجالاً للتكافؤ والروح الرياضية.
كما طالب فاعلون جمعويون بضرورة تدخل الجهات الوصية لفتح تحقيق شفاف حول طريقة توزيع المنح الرياضية وعلى الجمعيات ، والاطلاع على الخلفيات الحقيقية وراء تفضيل نادٍ على آخر، خصوصًا حين تتقاطع المسؤوليات الإدارية مع المواقع الرياضية.
وتبقى قضية النادي الرياضي الحسيمي أكثر من مجرد خلاف حول منحة؛ إنها مرآة لمشكل أعمق في تدبير الشأن المحلي، حيث الخلط بين الرياضة والسياسة والتعمير يصنع واقعًا مشوهًا لا يخدم لا الرياضة ولا المدينة.
والسؤال الذي يتردد اليوم في الشارع الحسيمي هو :
هل ستتحرك السلطات لوضع حد لهذا التضارب الفاضح في المصالح، أم سيُترك الملعب مفتوحًا لمن يجمع بين الصافرة والمقاعد؟
07/10/2025











