لم تدم الهدنة التي أعلن عنها داخل مقاطعة سيدي البرنوصي بالدار البيضاء سوى أيام معدودة، حتى عادت الأجواء المشحونة بين رئيس المقاطعة سعيد الصابري ونائبه الأول عصام كمري، في مشهد يعيد التوتر والصراع السياسي إلى واجهة المشهد المحلي. فبعد أسبوع فقط من محاولات التهدئة والدعوة إلى تغليب المصلحة العامة، تبادل الطرفان الاتهامات من جديد، حيث وجه كمري اتهامات مباشرة إلى رئيس المجلس بوجود “اختلالات وملفات فساد تمس عدداً من القطاعات”، مؤكداً أن هذه القضايا أحيلت على القضاء وهيئات الرقابة التابعة لوزارة الداخلية.
في المقابل، رد الصابري على اتهامات نائبه بنبرة حادة، معتبراً أن ما يُروج له مجرد “أكاذيب ومحاولات لتبخيس المجهودات التنموية” التي تعرفها المقاطعة، مشيراً إلى أن سيدي البرنوصي تشهد “دينامية غير مسبوقة” تجسّدها أكثر من عشرين اتفاقية شراكة فعّالة تشمل مجالات البنية التحتية والخدمات الاجتماعية. وأضاف أن المجلس يشتغل وفق رؤية واضحة تهدف إلى تحسين جودة الحياة للسكان، مؤكداً أن بعض الأطراف تحاول تحويل النقاش المؤسساتي إلى صراعات شخصية عبر تدوينات ومنشورات لا تمت للعمل السياسي المسؤول بصلة.
من جانبه، شدد عصام كمري في تصريحه لـ“كواليس الريف” على أن ما يحدث داخل المجلس “يتجاوز الخلافات السياسية” ليصل إلى “ملفات حقيقية تتعلق بسوء التدبير واستغلال النفوذ”. وأوضح أن عدداً من الشكايات قُدمت رسمياً للنيابة العامة والمؤسسات الرقابية، داعياً إلى فتح تحقيق شامل حول الصفقات العمومية وتوزيع الموارد داخل المقاطعة. وختم بالتأكيد على ضرورة تدخل الجهات الوصية لإعادة الثقة في العمل الجماعي، مبرزاً أن الهدف هو حماية المال العام وتكريس الشفافية في تدبير الشأن المحلي بسيدي البرنوصي.
08/10/2025











