kawalisrif@hotmail.com

تونس :      قابس تنتفض ضد “التلوث القاتل”.. غضب شعبي بعد اختناق تلاميذ وتسرب غازات سامة من المجمع الكيميائي

تونس : قابس تنتفض ضد “التلوث القاتل”.. غضب شعبي بعد اختناق تلاميذ وتسرب غازات سامة من المجمع الكيميائي

تعيش مدينة قابس الواقعة جنوب تونس على وقع احتجاجات غاضبة متواصلة لليوم الثاني، إثر تسجيل حالات اختناق في صفوف تلاميذ بإحدى المدارس نتيجة تسرب غازات سامة من وحدات صناعية تابعة للمجمع الكيميائي التونسي. الحادثة فجّرت موجة استياء عارمة دفعت عدداً من المحتجين إلى اقتحام مقر المجمع والمطالبة بإغلاقه نهائيًا، وسط شعارات منددة بالرئيس قيس سعيّد، منها “قابس تستغيث” و“فككوا الوحدات”، في إشارة إلى ما وصفوه بـ“تجاهل الدولة لمعاناة السكان من التلوث البيئي”.

وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر تلاميذ يعانون صعوبات في التنفس داخل مدرسة بمنطقة شاطئ السلام، إحدى أكثر المناطق تضررًا من الانبعاثات الصناعية. ويقول السكان إن الحادثة ليست الأولى من نوعها، بل تأتي بعد سلسلة تسربات متكررة جعلت قابس، بحسب وصفهم، “مدينة للموت”، بفعل تفشي أمراض السرطان والهشاشة العظمية والمشكلات التنفسية المزمنة. ويُعد المجمع الكيميائي، الذي أُنشئ عام 1972 لمعالجة الفوسفات، أحد أعمدة الاقتصاد التونسي، غير أن استمراره بات يشكل معضلة حقيقية بين ضرورات التنمية ومقتضيات حماية صحة المواطنين.

وفي خضم تصاعد الغضب، حذر الاتحاد الجهوي للشغل في قابس من أن تواصل التسربات الغازية مردّه إلى “اهتراء الآلات وانتهاء عمرها الافتراضي”، مهددًا بالدعوة إلى إضراب عام إذا لم تتدخل الحكومة بشكل عاجل. وكان الرئيس قيس سعيّد قد وصف سابقًا ما تتعرض له قابس بـ“جريمة في حق البيئة والإنسان”، دون أن يقدم خطة واضحة للمعالجة. من جهتهم، نبّه خبراء بيئة إلى أن مستويات التلوث في المدينة “خطيرة للغاية”، مشيرين إلى نتائج دراسة فرنسية تؤكد وجود مواد مسرطنة في المياه الجوفية كالزرنيخ والرصاص. ورغم وعود الحكومة منذ 2017 بتفكيك المجمع واستبداله بوحدات صديقة للبيئة، فإن التنفيذ لم يرَ النور بعد، ما زاد من حالة الاحتقان في واحدة من أكثر المدن التونسية معاناة على المستويين الصحي والاجتماعي.

11/10/2025

Related Posts