هل تصدق أن اليابان أنفقت ما يقارب نصف مليار دولار لحماية صخرة صغيرة تقع في قلب المحيط؟ يبدو الأمر جنونيًا، لكنه حقيقي تمامًا. هذه الصخرة، المعروفة باسم أوكي نو توري، قد تبدو بلا قيمة للوهلة الأولى، لكنها تحمل مفتاح السيطرة على ثروة هائلة تحت مياه المحيط.
بفضل وجودها، تمتلك اليابان حق السيادة على منطقة بحرية شاسعة تتجاوز 400 ألف كيلومتر مربع، منطقة غنية بالثروات الطبيعية والمعادن النادرة التي قد تغيّر مستقبل الاقتصاد الوطني. وفقًا لقوانين الأمم المتحدة للبحار، لو غمرت المياه هذه الصخرة بالكامل، لخسرت اليابان هذا الحق القانوني الثمين، وربما تبخر حلمها في السيطرة على هذه الموارد الاستراتيجية.
ولهذا السبب، لم تتردد الحكومة اليابانية في حماية “كنزها الصغير”. شُيّدت حول الصخرة جدران إسمنتية هائلة، وأُقيمت منشآت خاصة لمنع تآكلها بفعل الأمواج العاتية، لتحويلها رسميًا إلى جزيرة قانونية بامتياز. كل حجر، كل قطعة إسمنت، كل خطوة هندسية صُممت بعناية للحفاظ على السيادة الوطنية، كانت بمثابة صمود اليابان أمام قوى الطبيعة والمحيط.
إن أوكي نو توري ليست مجرد صخرة صامتة وسط البحر، بل رمز للقوة الاستراتيجية اليابانية، ودليل حي على أن حتى أصغر قطعة صخرية يمكن أن تتحول إلى ثروة وطنية لا تُقدّر بثمن. في النهاية، تبقى هذه الصخرة شاهدًا صامتًا على إرادة دولة رفضت أن تفقد سيادتها، ودرعًا أمام أي تهديد محتمل، مذكّرةً العالم أن الثروات الحقيقية لا تقاس بالحجم، بل بالإصرار على حمايتها.
13/10/2025