يبدو أن الجارة الشرقية قررت أن تحول العداء إلى صناعة منظمة… أو لنقل، إلى عرض كوميدي فاخر لا يقل عن أي فيلم هوليوودي! السلطات الجزائرية جمعت مجموعة من المؤثرين التافهين المعروفين، بينهم المدعو شعطوط وشعطوطة وبونيف، في مجمع فخم دام أكثر من أسبوع كامل، على طريقة “كامب صيفي” غير تقليدي، وكأن العداء أصبح رياضة أولمبية، مع ميداليات افتراضية من نوع جديد.
ولم تكتفِ الجزائر بالمهرجان الفاخر، بل أضافت طبقة رسمية من الرتابة البيروقراطية: الوزراء، الصحفيون، بنقة والدراجي، وكل من له صلة بالمعارك الكلامية حضروا ليلقنوا الضيوف فنون “محاربة المغرب” بأساليب منمقة، من ورشات عمل إلى ندوات تخصصية. أصبح كل مؤثر وكأنه جنرال في ساحة افتراضية، يتلقى تدريبات على الحرب الرقمية، بينما يحمل شهادة تذكارية تليق بالعرض المسرحي.
وبينما يحاول بعض المغاربة أن يصدقوا هذه الطقوس، الحقيقة واضحة جدًا: ما يحدث هو نسخة هزلية من مسلسل طويل، حيث يتم إنتاج العداء بنفس طريقة إنتاج المسلسلات، بمؤثرين يضحكون ويبتسمون أمام كاميرات الفخامة، بينما الواقع يقول لهم: “حربكم على المغرب مجرد تمرين على البوستات، الريلز والفلاتر”.
تخيلوا شعطوط وشعطوطة وهما يرفعان شهاداتهما بفخر، متسائلين: “ومتى سنبدأ حرب المؤثرين على تويتر؟” الجزائر اكتشفت أخيرًا سلاحها الفتاك… حرب الـGIFs، الريلز والفلاتر! المعركة المقبلة لن تُقاس بالدبابات أو المدافع، بل بعدد اللايكات، التعليقات، ومشاهدات الفيديو… وعلى المغرب أن يحذر، فالحرب أصبحت رقمية، لكن السخرية منها حقيقية كالواقع !