kawalisrif@hotmail.com

هولندا :     المتطرف فيلديرز يعود إلى الأضواء … انتقادات لوزرائه وردود حادة على الهواء

هولندا : المتطرف فيلديرز يعود إلى الأضواء … انتقادات لوزرائه وردود حادة على الهواء

عاد خيرت فيلديرز، زعيم حزب الحرية الهولندي (PVV)، إلى واجهة المشهد السياسي بعد أسبوع من الغياب، عبر ظهوره في البرنامج الهولندي الشهير “Vandaag Inside” (اليوم داخل). اللقاء، الذي جمعه بمقدمي البرنامج ويلفريد جينيه، رينيه فان دير جيب، ويوهان ديركسن، لم يخلُ من سجالات حادة بين الطرفين.

خلال النقاش، وُجهت إلى فيلديرز اتهامات مباشرة بتحريض المتظاهرين ضد مراكز استقبال اللاجئين، في وقت تعرف فيه البلاد توترًا متزايدًا حول قضايا الهجرة واللجوء.

كما لم يسلم السياسي اليميني من الانتقاد بسبب قراره الانسحاب من الحكومة في يونيو الماضي، وهو القرار الذي اعتبره العديد من المعلقين “طعنة في ظهر 2.5 مليون ناخب”، و”هروبًا سياسيًا مبكرًا” من تحمّل المسؤولية.

الانتقادات لم تتوقف عند شخص فيلديرز، بل طالت أيضًا الفريق الوزاري الذي اختاره لحزبه.

الصحفي المعروف يوهان ديركسن، أحد مقدمي البرنامج، قال ساخرًا: “من بين الوزراء الذين اختارهم فيلديرز، ربما خمسة فقط مؤهلون… والباقي مثيرون للضحك!”

تصيح أثار موجة من الجدل داخل الأستوديو، ودفع زعيم حزب الحرية إلى الرد بحدة، مؤكدًا أن “اختياره كان جيدًا”، وأن حزبه يخوض تجربته الحكومية الأولى، “ومن الطبيعي أن تكون هناك تعثرات”.

في المقابل، حاول فيلديرز تبرير غيابه الأخير عن عدد من المناظرات واللقاءات الإعلامية، مبرزًا أنه تلقى تهديدات حقيقية تستهدف حياته، بعد توقيف أشخاص خططوا لاغتيال شخصيات سياسية.

وأوضح أنه اضطر لإلغاء مناظرات مع قنوات NOS وRTL لأسباب أمنية بحتة، نافيًا ما وصفه بعض الإعلاميين بـ”الانسحاب التكتيكي من الحملة”. وقال فيلديرز مدافعًا :

“لا أتجنب المواجهة، لكني أتصرف وفق ما يمليه عليّ حدسي وحذري. أنا أثق في الأجهزة الأمنية، لكن السلامة أولًا.”

ورم الجدل الدائر حوله، أكد فيلديرز أنه سيشارك في مناظرات مقبلة ضمن حملته الانتخابية، أبرزها على قناة SBS، وأخرى مع برنامج EenVandaag، ثم المناظرة الختامية التي يُرتقب أن تكون حاسمة في رسم ملامح السباق الانتخابي المقبل.

الجدل الدائر حول فيلديرز يعكس التحول العميق الذي تعرفه الساحة الأوروبية، حيث أصبح اليمين المتطرف أكثر حضورًا في النقاش العام، مستفيدًا من قضايا الهجرة والأمن.

أما فيلديرز، فبقدر ما يثير الجدل بخطابه الحاد ضد اللاجئين، بقدر ما يجيد اللعب على أوتار الخوف الشعبي، في بلد كان يومًا ما عنوانًا للتسامح الأوروبي.

المثير في المشهد الهولندي اليوم ليس فقط صعود خطاب اليمين المتطرف بزعامة فيلديرز، بل أيضًا صمت الجالية المغربية التي تتابع من بعيد ما يجري، وكأن الأمر لا يعنيها.

فعزوف آلاف المغاربة القاطنين بالديار الهولندية عن المشاركة السياسية، سواء بالتصويت أو الانخراط في الأحزاب، جعل صوتهم غائبًا في لحظة كانت تحتاجهم البلاد فيها أكثر من أي وقت مضى.

واليوم، بينما تتجه الحكومة نحو تشديد قوانين الهجرة واللجوء وتضييق مساحة الحرية الدينية، يجد أبناء الجالية أنفسهم أول المتضررين من قرارات لم يشاركوا في صياغتها.

والمفارقة المؤلمة أن العديد من المغاربة امتنعوا عن التصويت للحزب المسيحي الديمقراطي، رغم مواقفه المعتدلة ودفاعه عن حرية الأديان وبناء المساجد، فقط لأن اسمه يحمل صفة “المسيحي”، متناسين أن السياسة لا تُقاس بالأسماء بل بالمواقف والمبادئ.

وهكذا، يطرح السؤال نفسه بإلحاح: إلى متى سيبقى المغاربة في المهجر متفرجين على مستقبلهم السياسي يُرسم من دونهم، حتى إذا اشتدت نيران العنصرية وجدوا أنفسهم أول من يكتوي بها؟

18/10/2025

Related Posts