في مشهد لم تعرفه فرنسا من قبل، يدخل الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، الثلاثاء، خلف قضبان سجن “لا سانتي” بباريس، ليصبح أول رئيس فرنسي تطأ قدماه الزنزانة بتهمة يصرّ على براءته منها.
حُكم عليه بالسجن خمس سنوات، في قضية التمويل الليبي التي ما زالت تثير الجدل، بعد محاكمة وصفها كثيرون بأنها سياسية أكثر منها قضائية.
وبعد نطق الحكم في 25 شتنبر، خرج ساركوزي من المحكمة شامخاً، قائلاً بصوت يملؤه التحدي:
“سأتحمل مسؤولياتي، وسأمتثل للعدالة، وإن أرادوا أن أنام في السجن، فسأفعل ذلك مرفوع الرأس… لأنني بريء.”
كلمات تحولت إلى شعار لأنصاره الذين يرون فيه ضحية نظام أراد معاقبة رجلٍ رفض الانحناء.
وسيُودَع الرئيس السابق في زنزانة انفرادية لا تتعدى مساحتها تسعة أمتار مربعة، وسط إجراءات مشددة لحمايته من أي احتكاك مع باقي السجناء، ومن عدسات الهواتف التي تملأ السجن.
وبينما تستعد باريس لهذا الحدث غير المسبوق، يرى كثيرون أن دخول ساركوزي السجن ليس سقوطاً، بل فصلاً جديداً في قصة رجل يقف وحيداً في وجه آلة العدالة والسياسة… مرفوع الرأس، كما وعد.
19/10/2025