كادت واقعة غريبة بنواحي جماعة ألنيف بإقليم تنغير أن تتحول إلى مأساة، بعدما نجت طفلة صغيرة تتابع دراستها بالتعليم الأولي من لدغة أفعى تسلّلت إلى مرحاض المدرسة! الحادثة التي نقلتها وسائل إعلام محلية أعادت إلى الواجهة الوجه الخفي لمؤسساتنا التعليمية في القرى والمناطق الجبلية، حيث ما زالت أقسام الدراسة تُجاور الزواحف، والمراحيض تفتقر لأبسط شروط النظافة والسلامة.
الواقعة دفعت النائبة البرلمانية نزهة مقداد، عن فريق التقدم والاشتراكية، إلى توجيه سؤال ناري إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، مطالبة إياه بالكشف عن حقيقة الوضع الميداني وسبل حماية المتعلمين من مثل هذه الأخطار التي تهدد حياتهم داخل فضاءات يفترض أن تكون آمنة.
وقالت مقداد إن “الحديث الحكومي عن مليارات تُصرف على الصيانة والتأهيل لا يعكس واقع الحال”، مشيرة إلى أن العديد من المدارس العمومية تعاني من انهيار البنيات التحتية، وانتشار الحشرات والزواحف السامة، بل إن بعضها “لا يتوفر حتى على ماء صالح للشرب أو كهرباء، فبالأحرى الربط بالأنترنيت”.
وطالبت النائبة البرلمانية الوزير باتخاذ إجراءات عاجلة وجدية لإعادة الاعتبار للمؤسسات التعليمية القروية، عبر مراقبة دائمة، وصيانة حقيقية، وتوفير شروط النظافة والحراسة، حمايةً لسلامة وصحة التلاميذ.
وتبقى الحادثة المؤلمة في ألنيف ناقوس خطرٍ جديد يُدقّ بقوة، ليذكّر بأن بعض المدارس المغربية ما زالت، للأسف، تخوض معركة يومية ضد الطبيعة بدل أن تخوضها في سبيل العلم والمعرفة.
19/10/2025