تشهد درب ميلا بالدار البيضاء استنفارا أمنيا واسع النطاق لجمع المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء، بعد شكايات متعددة من الساكنة حول انعدام الأمن وانتشار ظواهر اجتماعية سلبية، بما فيها صراعات بين المهاجرين وترويج المخدرات بأنواعها. هذه الحملة، التي طالت مناطق أخرى مثل رياض الألفي وفرح السلام وسيدي معروف، تثير تساؤلات حول مدى فاعلية هذا النهج في معالجة المشكلة بشكل جذري، في ظل معاناة الساكنة اليومية وعدم وجود حلول شاملة لمعالجة أسباب الفوضى والفقر.
ومع ذلك، يطرح أسلوب التعامل مع المهاجرين الكثير من علامات الاستفهام، إذ يتم نقلهم إلى مدن أخرى مثل بني ملال والراشيدية وكلميم وشيشاوة، وهو ما يثير انتقادات حول ما إذا كان المغرب يحل مشكلة في مدينة واحدة بينما ينقلها إلى أخرى. العديد من هؤلاء المهاجرين ليسوا مجرمين، بل يبحثون عن حياة أفضل هربا من الحروب والفقر والظلم، إلا أنهم يُعاملون كأنهم مجرد عبء يجب التخلص منه، بدلا من أن يُنظر إليهم كبشر لهم الحق في العيش بكرامة.
المشكلة الأساسية لا تكمن في وجود المهاجرين، بل في الفقر والتهميش وسياسات التنمية غير المتوازنة التي جعلت الدار البيضاء تغلي وأثقلت مدن الهامش بالحرمان ونقص البنية التحتية. هذه الحلول المؤقتة قد تكون ضرورية من منظور أمني، لكنها لا تعالج جذور الأزمة، وتطرح تساؤلات حول دور الدولة والجمعيات في ضمان الاندماج وحقوق الإنسان، مؤكدة أن الكرامة لا تقل أهمية عن الأمن، وأن الحلول الترقيعية وحدها لن تُنهي الأزمة.
19/10/2025