ماذا تعني جبهة البوليساريو في رسالتها بـ”تقاسم فاتورة السلام” مع المغرب؟ وهل ستتخلى عن مطلب الاستقلال؟

بعث زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو گوتيريش، أكد فيها تقديم مقترح موسع لحل نزاع الصحراء، مشدداً على ضرورة أن يكون بعيداً عن ما وصفه بـ”الحلول المفروضة من جانب واحد”. ويشير هذا الموقف بشكل مباشر إلى رفض البوليساريو لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، التي تحظى بدعم دولي واسع، كحل أساسي لتسوية النزاع الذي يوشك على إكمال خمسين عاماً دون حل نهائي.

واستخدم غالي في رسالته مصطلح “تقاسم فاتورة السلام” في سياق النزاع، ما يوحي بليونة ظاهرية في موقفه تجاه بعض التنازلات، إلا أن هذه المرونة لا تشمل الإطار العام للنزاع. فالمقترح الموسع الذي قدمه تحت عنوان “مقترح جبهة البوليساريو من أجل حل سياسي مقبول من الطرفين يضمن تقرير مصير شعب الصحراء ويستعيد السلم والاستقرار الإقليميين”، يوضح تمسكها بمبدأ تقرير المصير دون التخلي عن مطلب الاستقلال الذي رافقه لعقود، مستعيدة بذلك الخطوط التقليدية لموقفها المدعوم من الجزائر.

من جانبها، يؤكد المغرب أن الحكم الذاتي يشكل شكلاً من أشكال تقرير المصير، ما يتيح مرونة في صياغة حلول وسطية قد تشمل أطراً أخرى مثل “كونفيدرالية” أو صيغ مشابهة تحافظ على ماء الوجه لكافة الأطراف. ويبرز هذا التباين بين المواقف من ناحية، والرغبة الدولية والإقليمية في تسوية النزاع، من ناحية أخرى، الحاجة إلى مقاربة توافقية تضمن الاستقرار الإقليمي وتضع حداً لخمسين عاماً من الجمود السياسي.