في خطوة مثيرة للجدل هزت المشهد السياسي بإقليم الحسيمة، أعلن النائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، بوطاهر البوطاهري، المعروف بنفوذه الاقتصادي الريعي الواسع، عن انسحابه من الانتخابات التشريعية المقبلة المقررة نهاية صيف 2026.
السبب ، وفق تصريحات البوطاهري، هو رغبته في تزكية ابنه، كريم البوطاهري، لخلافته في المقعد البرلماني، إلا أن مصادر مقربة تشير إلى أن القرار جاء تحت ضغط مباشر من الابن نفسه، الذي أصبح اسمُه مثار جدل واسع بسبب سلوكه غير المسؤول وتجاوزاته المتكررة، ما جعل الشارع الحسيمي يصنفه في قائمة المنبوذين.
كريم البوطاهري، المنصب على رأس القيادة الإقليمية لحزب التجمع الوطني للأحرار، يترك خلفه مسارًا سياسيًا ومهنيًا مليئًا بالفضائح. فضلاً عن تجاوزاته الشخصية وإدمانه لبعض الممارسات المرفوضة، فقد تورط في عدد من الملفات المشبوهة المتعلقة بالنصب والاحتيال والكذب المستمر ، وخلق النعرات بين الفرقاء …. حيث تؤكد مصادر متعددة أنه لا يمر يوم دون إطلاق ادعاءات كاذبة حول اتصالات وهمية بمسؤولين مركزيين كبار وعلاقات نافذة مع مراكز القرار بالرباط ، في محاولة بائسة لكسب الشرعية السياسية.
المجتمع الحسيمي لم يعد يقبل به، فيما يرفضه أيضًا الفاعلون السياسيون المحليون. حتى المجتمع المدني أصبح ينأى بنفسه عن كريم البوطاهري، الذي لا يمتلك أي وزن أو تأثير في الإقليم. هذا الوضع يضع حزب التجمع الوطني للأحرار أمام خطر فقدان أحد مقاعده التاريخية في الحسيمة، والتي كانت تُعد من “المناطق المضمونة”، ما يهدد بزعزعة استقرار الحزب ويفتح الباب أمام صراعات داخلية وخارجية على النفوذ السياسي في الإقليم.
المعطيات المتوفرة تشير إلى أن الانتخابات المقبلة ستكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة حزب التجمع الوطني للأحرار على المحافظة على مقاعده التقليدية، وسط جدل واسع حول مدى عقلانية تزكية “ابن الفضائح” على حساب خبرة الأب وتجربته السياسية الطويلة، وهو ما قد يترك آثارًا عميقة على صورة الحزب محليًا ووطنيًا.
22/10/2025
