kawalisrif@hotmail.com

نيويورك تشهد الفصل الأخير :      مجلس الأمن يمهّد لتثبيت السيادة المغربية على الصحراء  … و”الخبر” الجزائرية تبدأ تمهيد الرأي العام للقبول

نيويورك تشهد الفصل الأخير : مجلس الأمن يمهّد لتثبيت السيادة المغربية على الصحراء … و”الخبر” الجزائرية تبدأ تمهيد الرأي العام للقبول

تتجه أنظار العالم نحو نيويورك، حيث يستعد مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع حاسم بشأن قضية الصحراء المغربية، في لحظة سياسية يمكن وصفها بالفاصلة، أو حتى بالضربة القاضية للخطاب الانفصالي، بعد عقود من المناورات والتضليل. يبدو أن العالم كله اتفق على شيء واحد: الواقع لا يحتاج إلى روايات وهمية.

بعد انسحاب الجزائر العام الماضي من التصويت على القرار رقم 2756، الذي جدد التأكيد على المرجعية الأممية لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، تبدو ملامح المشهد هذا العام أكثر وضوحًا من أي وقت مضى. فالقرار المرتقب لن يكون مجرد ورقة في مجلس الأمن، بل حجر أساس يثبت ما كان الجميع يتجاهله طويلاً: الصحراء مغربية، ومنطق القوة القانونية والسياسية إلى جانب الحقائق الميدانية.

ورغم محاولات الجزائر – عبر أذرعها الإعلامية والدبلوماسية – خلق ضبابية حول مجريات النقاش، فإن الواقع الدولي لا يرحم. تصويت الجزائر، أو حتى حضورها، سيكون شكليًا بحتًا، فغيابها عن مواقع القرار داخل مجلس الأمن وحرمانها من حق النقض يجعلها مجرد متفرج على الحسم التاريخي. رمزية حضوره بلا فيتو، بلا تأثير، مجرد مسرحية سياسية لا أكثر.

والأمر الأكثر طرافة أن الصحافة الموالية، وعلى رأسها صحيفة “الخبر”، بدأت تمهيد الرأي العام المحلي لتقبل القرار، كما لو كانت الجزائر نفسها على وشك الاعتراف بما لا يمكن إنكاره. رسالة ضمنية واضحة: حتى الإعلام الرسمي بات يفهم أن المزايدة انتهت، وأن لغة العناد لم تعد تنطلي على أحد.

التحليل السياسي يظهر أن القرار المنتظر سيكرّس سيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية، مع إعادة التأكيد على أن مبادرة الحكم الذاتي هي الإطار الجاد الوحيد لتسوية النزاع المفتعل، خاصة مع الدعم القوي الذي تحظى به من واشنطن ومعظم العواصم المؤثرة داخل مجلس الأمن، من باريس ولندن إلى أبوظبي ومدريد. في المقابل، الجزائر بلا دعم، بلا تأثير، وبلا خطة واضحة.

الاجتماع المقبل ليس مجرد جلسة تقنية؛ إنه منعطف مفصلي في مسار النزاع، مرحلة جديدة تُعلنها الأمم المتحدة: الحل الواقعي يسبق أي خطاب دعائي، والسيادة المغربية واقع لا يُساوم عليه.

أما الجزائر، التي أنهكتها تناقضاتها الداخلية وعزلتها الخارجية، فلن يكون أمامها سوى تسجيل موقف احتجاجي، في مشهد شبه كوميدي يعكس ارتباك دبلوماسيتها وضياع بوصلتها السياسية، بينما يمضي العالم بخطوات ثابتة نحو دعم الحل السياسي الواقعي الذي يقوده المغرب.

الستار يسدل على عقود من المناورات والتضليل، والرسالة واضحة: الصحراء مغربية، والسيادة المغربية أمر واقع تؤكده الشرعية الدولية، بينما الجزائر تُسجل موقفًا احتجاجيًا… يقرأه الجميع ويبتسمون.

23/10/2025

Related Posts