شهدت مدينة تركيست بإقليم الحسيمة قبل يومين حالة استنفار أمني غير مسبوقة، بعد حلول عناصر الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بفاس بمقر الجماعة الترابية، في إطار تحقيقات معمقة تباشرها بخصوص ملفات فساد مالي وإداري خطيرة تورط فيها الرئيسان السابقان وعدد من المسؤولين المحليين.
مصادر مطلعة كشفت أن عناصر الفرقة أمضت يومين كاملين داخل مقر الجماعة، جمعت خلالهما معطيات ووثائق حساسة تتعلق بخروقات تدبيرية ومالية، من أبرزها صفقة مشبوهة لبيع مساحة خضراء من الملك العمومي لأحد المقاولين المسمى ويسعيدي ، تمت في ظروف غامضة خلال فترة رئاسة “الزراد”، وبمشاركة نائبه “بوعياد”.
وبحسب نفس المصادر، فإن الفرقة استمعت في اليومين الماضيين إلى عدد من الموظفين والفاعلين المحليين، كما انتقلت إلى الوكالة الحضرية بالحسيمة لجمع ملفات تخص عمليات تفويت وبيع أراضٍ داخل المدار الحضري لتركبست، في محاولة لفك خيوط شبكة معقدة من الاختلالات التي يُشتبه في أنها ألحقت خسائر مالية مهمة بالجماعة.
وفي مستجد جديد، غادرت الفرقة الجهوية مساء أمس الخميس مقر الجماعة بعد استكمال عملها الميداني، لتباشر اليوم الجمعة 24 أكتوبر الجاري الاستماع إلى سائق شاحنة المياه التابعة للجماعة ومدير الموقف البلدي الذي تُخزّن فيه آليات ومعدات الجماعة.
وجرى استدعاء المعنيين إلى مقر الفرقة بفاس، بعد ورود معطيات تؤكد استغلال الرئيس السابق بوعياد لشاحنة الجماعة لنقل المياه إلى منزله الكائن بجماعة أخرى، مستعيناً بموظفين تابعين للجماعة في تنفيذ هذه المهام الخاصة.
كما توصل الرئيسان السابقان ورئيس قسم التعمير باستدعاءات للحضور إلى مقر الفرقة الجهوية يوم الاثنين المقبل لاستكمال التحقيقات التفصيلية، في حين تم الاستماع إلى المقاول الذي استولى على البقعة الخضراء وباعها بطريقة غير قانونية ،بعد أن فوتها له الرئيس السابق.
وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن القضية مرشحة لمزيد من التطورات، خاصة في ظل مؤشرات قوية على وجود تلاعبات بملايين الدراهم وتجاوزات خطيرة في تدبير الممتلكات الجماعية، ما جعل ساكنة تركيست تترقب بشغف ما ستسفر عنه التحقيقات المقبلة.
24/10/2025











