أثارت الأخبار المتداولة حول إمكانية ترحيل ساكنة دوار العبدي بجماعة سيدي بنور إلى منطقة تبعد نحو 25 كيلومتراً عن موقعهم الحالي حالة من القلق والارتباك بين السكان، الذين اعتبروا هذه الخطوة تهجيراً غير مبرر يهدد استقرار مئات الأسر المستقرة في المنطقة منذ عقود. ويأتي ذلك في وقت يعاني فيه السكان من نقص البنيات التحتية الأساسية، إذ تتفاقم معاناتهم في الشتاء بسبب الأوحال وانقطاع المسالك، وفي الصيف جراء ندرة المياه وارتفاع درجات الحرارة، ما يجعلهم يعيشون ظروفاً معيشية صعبة ومتقلبة.
ويشير مراقبون إلى أن مشروع الترحيل، في حال تنفيذه، سيفصل السكان عن وسطهم الاجتماعي والاقتصادي الطبيعي، خصوصاً وأن غالبية الأسر تعتمد على أنشطة فلاحية مرتبطة بالأرض كمصدر رئيسي للعيش. ومن جانبه، أكد محمد فوغرا، المستشار بجماعة سيدي بنور، أن أي نقل للسكان إلى جماعة العاونات المجاورة سيخلق مشاكل جديدة في مجالات التعليم، والنقل، وفرص العمل، إضافة إلى تفكك النسيج الاجتماعي الذي ربط الأسر بمحيطها لسنوات طويلة.
وأشار المسؤول المحلي إلى أن السلطات سبق أن التزمت بإعادة هيكلة دوار العبدي وتحسين ظروف العيش داخله من خلال مشاريع لتعبيد الطرق وتزويد السكان بالماء الصالح للشرب وإحداث مرافق اجتماعية، غير أن هذه الوعود لم تُنفذ بعد على أرض الواقع. وشدد على أن الحل الأمثل يكمن في تنفيذ مشاريع التنمية المحلية الموعودة، مؤكداً أن الترحيل ليس حلاً، بل قد يفاقم معاناة السكان ويؤدي إلى تفاقم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، داعياً إلى احترام الاتفاقيات السابقة وضمان العيش الكريم للأهالي في منطقتهم الأصلية.
27/10/2025











