kawalisrif@hotmail.com

لا قبر له بعد :    جثمان فرنسي مات يعيش الإهمال واللامبالاة في طنجة … مسؤولية في مرمى السلطات

لا قبر له بعد : جثمان فرنسي مات يعيش الإهمال واللامبالاة في طنجة … مسؤولية في مرمى السلطات

لا يزال جثمان المواطن الفرنسي فرناندز غريغوريو يرقد منذ أيام في مستودع الأموات بطنجة، بلا دفن ولا كرامة، وسط صمت مريب من المديرية الجهوية للصحة والسلطات الإقليمية. ما يزيد الوضع مأساوية أن الرجل يعيش حالة اجتماعية صعبة، بلا عائلة قادرة على المطالبة بحقوقه، مما يجعل الموقف اختباراً حقيقياً للإنسانية.

تفاصيل الحادث تعكس فوضى إدارية واستهتاراً بالواجب الإنساني: جثة الراحل تتأرجح بين المراسلات والإجراءات البيروقراطية، بينما تضاعف شركات نقل الأموات مأساة الرجل بدلاً من تقديم المساعدة، مدفوعة بالمصالح المادية على حساب حرمة الموتى.

الوضع لا يقتصر على تقاعس الشركات، بل يمتد إلى الجهات الرسمية: الكرة اليوم في مرمى السلطات الإقليمية والإدارة الجهوية للصحة، التي يفترض أن تتدخل فوراً لمعالجة الإشكال، إكراماً للميت ووفاءً بالواجب الإنساني. السؤال الذي يفرض نفسه: هل يتدخل عاقل من المسؤولين ليضمن دفن الجثمان وإنهاء معاناته، أم أن البيروقراطية ستظل أقوى من الرحمة؟

طنجة، بما لها من رمزية دولية، لا تستحق أن تُوسم بهذه الفضيحة الأخلاقية والإدارية، ويظل جثمان فرناندز غريغوريو شاهداً على الإهمال، بينما يترنّح ضمير المسؤولين في صقيع لا يقلّ برودة عن برودة الموت.

بين تقاعس الإدارة وجشع شركات النقل، يظل جثمان فرنسي بلا دفن، بلا صلاة، بلا وداع… فقيد بلا عائلة، بلا من يقف إلى جانبه، يواجه نهايته في صمت مريب، كأن الموت لم يعد نهاية طبيعية بل مأساة متروكة للبيروقراطية.

27/10/2025

Related Posts