شهدت الساحة السياسية الهولندية حدثًا مثيرًا للجدل، بعد أن تلقى زعيم حزب الحرية الهولندي PVV، خیرت فیلدرز، صفعة قوية من داخل حزبه، إثر نشره لصور مفبركة عبر الذكاء الاصطناعي تُسيء للزعيم الأوروبي فرانس تيمرمانس، قبل أيام فقط من الانتخابات العامة.
الحادثة، التي كشف عنها حزب GroenLinks – PvdA، تمثلت في تقديم شكوى رسمية ضد خيرت يُعتقد أنه مسؤول عن نشر الصور، حيث أظهرت صورًا مهينة لتيمرمانس، بينها صورة تصور الزعيم مقيدًا من قبل الشرطة، وأخرى وهو يتلقى المال من رجل أبيض ليمنحه لزوجين مسلمين، بالإضافة إلى صورة تحمل كلمة “فاسد” أسفل وجهه.
وفق صحيفة De Volkskrant، فقد تورط النائبان عن حزب خيرت ، مايكل بون وباتريك كراينس، في نشر هذه الصور برغبة من زعيمهم ،على صفحة فيسبوك مؤيدة لحزب اليمين المتطرف، ما دفع الحزب إلى وصف هذه الممارسات بأنها تهديد للديمقراطية وتدهور للخطاب السياسي، معلنًا عن رفع شكوى قضائية بتهمة التشهير، إلى جانب شكوى أخرى تتعلق بالتهديدات بالقتل التي وردت في التعليقات.
في المقابل، اضطر خیرت فیلدرز لتقديم اعتذار رسمي عبر منصة “X”، معبرًا عن رفضه لهذه الصور ووصفها بأنها غير لائقة وغير مقبولة، في محاولة لامتصاص غضب الرأي العام وتجنب تضرر صورته الشخصية والسياسية قبيل الانتخابات.
من جهته، اعتبر فرانس تيمرمانس ما حدث “نقطة انحدار مخزية”، مؤكدًا أن مثل هذا السلوك لا يليق بعضوية البرلمان ويضر بسمعة العمل السياسي. وأدان زعيم حزب D66، روب پتن، نشر الصور المفبركة من قبل سياسيين، واصفًا ذلك بالسلوك المدمر والذي يقوض الثقة العامة في المؤسسات الديمقراطية.
الشرطة الهولندية، من خلال فريق “النواب المهددين”، أكدت فتح تحقيق شامل في القضية، فيما تم لاحقًا إغلاق الصفحة المثيرة للجدل على فيسبوك.
مع اقتراب الانتخابات المقرر إجراؤها بعد غد الأربعاء، من المرجح أن تؤثر هذه الحادثة على نتائج حزب الحرية وزعيمه خیرت فیلدرز، لتصبح صفعة قوية قبل ساعات الحسم الانتخابي، وتعكس هشاشة الخطاب السياسي المعتمد على التضليل الرقمي وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الرأي العام.
28/10/2025
