في عملية أمنية غير مسبوقة خلال الأشهر الستة الماضية، نجحت الوحدة الإسبانية لتحليل المخاطر ULAR، التابعة للحرس المدني وجمارك مراقبة الحدود، في اعتراض 117 سيارة فاخرة كانت في طريقها من أمريكا الشمالية نحو إفريقيا.
السيارات، التي تجاوزت قيمتها ستة ملايين وخمسمائة ألف أورو، كانت من نوع السيارات الرياضية متعددة الاستخدام والسيارات الرياضية الفاخرة، مثل بي إم دبليو، جاجوار، لاند روفر، وشيفروليه كورفيت. وقد تم تهريبها بطريقة احترافية داخل حاويات شحن، قبل أن يتم “تجميلها” في إفريقيا لتصبح صالحة للبيع بشكل قانوني.
بدأت عملية المراقبة في أبريل الماضي بعد اكتشاف ست عشرة سيارة مسروقة في كندا، ما أثار انتباه السلطات الإسبانية وشجعها على تكثيف الرقابة على ميناء الجزيرة الخضراء. وقد أسفر هذا الجهد عن كشف خمسة وثمانين سيارة إضافية في نفس الظروف، ليتم توقيف الشبكة الدولية المنظمة لتهريب السيارات الفاخرة.
وأكدت المصادر أن التعاون الدولي كان عاملاً حاسماً في نجاح العملية، خصوصًا التواصل المستمر مع إدارة حماية الجمارك والحدود الأمريكية، لضمان اعتراض الشحنات قبل عبورها مضيق جبل طارق. السيارات التي تم ضبطها أعيدت بالفعل إلى دولها الأصلية لتسليمها لأصحابها الشرعيين.
هذه العملية تشكل صفعة قوية للجماعات الإجرامية المنظمة العابرة للقارات، وتبرز أهمية المراقبة والتنسيق الدولي في مكافحة الجرائم الاقتصادية والتهريب.
في ظل هذه العمليات الأمنية، يظل الميناء المغربي في طنجة المتوسط وميناء الدار البيضاء شريكًا حيويًا في مراقبة حركة البضائع، والتصدي لأي محاولات لتهريب السيارات الفاخرة نحو إفريقيا. فالمغرب، كما العادة، يثبت قدرته على حماية مصالحه ومصالح شركائه في المنطقة، ويذكّر الجميع أن عبور الحدود لا يعني الإفلات من القانون، وأن التنسيق الدولي هو الضمانة الحقيقية لمكافحة الجريمة المنظمة.
28/10/2025
