تعيش مقاطعة سيدي مومن بالدار البيضاء وضعاً مقلقاً على مستوى الأشغال العمومية والبنية التحتية، وسط تأخر واضح في إنجاز مشاريع التهيئة التي كانت مبرمجة خلال الولاية الانتدابية الحالية. ويشتكي السكان من تدهور حالة الطرق والأرصفة وانتشار الحفر في الأزقة، في ظل غياب الصيانة المنتظمة وتباطؤ تنفيذ الصفقات المخصصة لتأهيل المنطقة. ووفق معطيات حصلت عليها *كواليس الريف*، فإن تعثر الأشغال يعود إلى خلافات تقنية وإدارية بين المقاطعة والشركة المكلفة، ما أدى إلى تجميد المشاريع وتفاقم معاناة الساكنة.
ويرى متتبعون أن غياب برمجة واضحة ومراقبة ميدانية فعالة جعل وتيرة الأشغال بطيئة وجودتها محدودة، حيث لم تعرف أزقة سيدي مومن أي عملية تأهيل حقيقية منذ السنة الماضية. وأوضح يوسف سميهرو، عضو مجلس المقاطعة، أن الأشغال الجارية لا تتعدى إصلاحات “ترقيعية” في بعض الأحياء، مشيراً إلى أن الميزانية المخصصة لصيانة الأزقة والأرصفة خلال سنتي 2025 و2026، والتي تبلغ ثلاثة مليارات سنتيم، ما تزال دون تفعيل فعلي على أرض الواقع. وأضاف أن الاتفاقية الرباعية التي تجمع جماعة الدار البيضاء ومجلس العمالة والجهة وشركة العمران بقيمة أربعة مليارات سنتيم، لم تدخل بدورها حيز التنفيذ رغم مرور أشهر على توقيعها.
وانتقد سميهرو غياب الشفافية في تدبير المشاريع المحلية، مؤكداً أن مقاطعة سيدي مومن تكاد تكون الوحيدة التي لا تُعلَن فيها تفاصيل الصفقات ولا تُعلق اللوحات التعريفية الخاصة بالأشغال، ما يعمق شعور المواطنين بعدم الثقة في التدبير المحلي. كما أشار إلى أن مشروع تأهيل الملعب البلدي لا يزال معلقاً دون أي تقدم يُذكر، رغم أهميته بالنسبة للشباب والفرق الرياضية. ودعا المسؤولين المحليين إلى تحمل مسؤولياتهم والإسراع في إطلاق المشاريع المتوقفة لإعادة الحيوية إلى المقاطعة وتحسين ظروف عيش سكانها.
29/10/2025
