وجّه محمد خيي، رئيس فريق حزب العدالة والتنمية بمجلس جماعة فاس، انتقادات حادة إلى رئيس المجلس عبد السلام البقالي، متهما إياه بارتكاب اختلالات تدبيرية متعددة أدت إلى شلل في عدد من القطاعات الحيوية بالمدينة. وأوضح خيي أن رئيس الجماعة فشل في إعداد مشروع الميزانية والمصادقة عليه بعد رفض التصويت خلال الدورة العادية، بينما لم يكتمل النصاب في الدورة الاستثنائية بسبب انسحاب مكونات من الأغلبية. كما كشف أن الجماعة أغرقت نفسها بتوظيف أكثر من 1030 عاملا عرضيا، خُصصت لهم اعتمادات مالية تتجاوز 18 مليون درهم، أغلبهم – بحسب قوله – ينتمون لحزب التجمع الوطني للأحرار أو تجمعهم روابط قرابة بمنتخبين داخل المجلس.
وأشار خيي إلى أن وضع النظافة في المدينة يشهد تراجعا مقلقا رغم تخصيص ميزانية ضخمة تفوق 27 مليار سنتيم، متهما المجلس بالتفريط في الممتلكات الجماعية والمساحات الخضراء وعدم صيانتها رغم رصد موارد مالية مهمة لذلك. كما وصف قطاع مواقف السيارات بـ”الفوضوي”، لكون الجماعة لا تستفيد من أي عائدات مالية، إذ يستغلها غرباء دون سند قانوني، إضافة إلى ما اعتبره “تفريطا” في مشروع ساحة فلورنسا الذي عرف، حسب قوله، تغييرات مشبوهة في صيغته الاستثمارية.
وأوضح المتحدث أن المشروع الجديد الذي تبناه رئيس المجلس يقضي ببناء موقف واحد تحت أرضي بتكلفة إجمالية تناهز 5 مليارات سنتيم، تدفع منها الجماعة مليارين، مقابل استغلال الشركة للموقف لمدة 40 سنة بعائد لا يتجاوز 13 مليون سنتيم، بينما كان المشروع الأصلي أكثر نفعا، إذ تضمن بناء موقفين تحت أرضيين بكلفة 7 مليارات سنتيم دون أن تتحمل الجماعة أي مصاريف، مع حصولها على 51 في المئة من الأرباح لمدة 15 سنة فقط. وخلص خيي إلى أن ما يطغى على تدبير جماعة فاس هو “الارتجالية والعبث وخدمة المصالح الخاصة”، ما انعكس سلبا على التنمية المحلية وجودة خدمات القرب.
29/10/2025
