في مشهد سياسي اتسم بالمفاجآت، أظهر أول استطلاع خروج للناخبين في هولندا، أجرته مؤسسة Ipsos بتكليف من RTL وNOS، تقدم حزب D66 الليبرالي الديمقراطي إلى الصدارة بـ 27 مقعدًا، متبوعًا بحزب الحرية PVV بزعامة المثير للجدل خيرت فيلدرز بـ 25 مقعدًا، ثم الحزب المحافظ VVD بـ 23 مقعدًا.
أما التحالف اليساري GroenLinks-PvdA (الخضر والعمل) فحصل على 20 مقعدًا، في حين جاء حزب CDA المسيحي الديمقراطي بـ 19 مقعدًا.
افتُتحت مراكز الاقتراع صباح اليوم عند الساعة 07:30، وشهدت إقبالًا متزايدًا طوال اليوم، إذ بلغت نسبة المشاركة حوالي 65٪ بحلول الساعة 19:45، وهي نسبة قريبة من معدل المشاركة في انتخابات عام 2023 (66٪).
وفي كبرى المدن الهولندية مثل أمستردام وروتردام ولاهاي، تجاوزت نسبة المشاركة نصف الناخبين قبل غلق الصناديق، في مؤشر على حيوية المشهد الديمقراطي الهولندي.
مع إعلان نتائج استطلاع الخروج، اجتمعت قيادات الأحزاب في مقارها الرئيسية لمتابعة النتائج عبر الشاشات، في أجواء مشحونة بالتوقعات والآمال. فالصدارة التي حصدها حزب D66 أعادت رسم توازن القوى داخل الساحة الهولندية، وفتحت باب التساؤل حول التحالفات الممكنة لتشكيل الحكومة المقبلة.
يُعد استطلاع الخروج أداة أساسية لقياس توجهات الناخبين في لحظة حاسمة. إذ يقوم الباحثون بسؤال عينة من المواطنين فور خروجهم من مراكز الاقتراع: “لمن صوتت؟” لتقدير النتائج الأولية قبل انتهاء عملية الفرز الرسمية.
النتائج المعلن عنها تعكس اتجاهات التصويت بدقة كبيرة، وتمهّد للمشهد السياسي لما بعد الانتخابات.
بالنسبة للجالية المغربية التي تشكّل إحدى أكبر المجموعات المهاجرة في البلاد، فإن هذه النتائج تثير اهتمامًا خاصًا. فصعود الأحزاب الليبرالية المعتدلة مثل D66 يُعد إشارة إيجابية، خصوصًا في ظل مواقفها الداعمة للتعددية الثقافية واندماج المهاجرين. في المقابل، يثير تقدم حزب فيلدرز اليميني قلقًا مشروعًا لدى الجالية، نظرًا لتصريحاته السابقة المعادية للإسلام والمهاجرين.
الانتخابات الهولندية لعام 2025 لا تعيد فقط ترتيب الأحزاب داخل البرلمان، بل تعكس تحوّلًا أعمق في المزاج السياسي الأوروبي بين الانفتاح والتشدد. وبين هذين الاتجاهين، يظل المغاربة المقيمون في هولندا يتابعون المشهد بعين يقظة، مدركين أن مستقبلهم اليوم يُرسم بين صناديق اقتراع الغير، ولكن بتأثير يمتد إلى ما وراء الحدود.












