kawalisrif@hotmail.com

بين المغرب وإسبانيا … العثور على كنز ثمين في بحر البوران “أكبر تجمعات المرجان البرتقالي”

بين المغرب وإسبانيا … العثور على كنز ثمين في بحر البوران “أكبر تجمعات المرجان البرتقالي”

في خطوةٍ لافتة، أعلنت الصحافة الإسبانية عن ما وصفته بـ“أهم اكتشاف بيئي في البحر الأبيض المتوسط”، بعدما كشف المعهد الإسباني لعلوم المحيطات (IEO-CSIC) عن وجود أكبر تجمع للشعب المرجانية البرتقالية وأغنى المراعي البحرية قرب جزر الجعفرية المحتلة المقابلة للسواحل المغربية.

ونشرت جريدة إسبانية تقريرًا مطوّلًا يصف المنطقة بأنها “كنز طبيعي فريد”، محذّرة من تهديدات “أنشطة الصيد غير القانوني” ومشاريع قريبة “قد تضرّ بالنظام البيئي”، في إشارةٍ مبطّنة إلى ما أسمته بـ“مزارع سمكية مغربية” في المياه المجاورة.

غير أن هذا “القلق البيئي الإسباني” لا يبدو بريئًا تمامًا، إذ تتزامن هذه الحملة العلمية مع تصاعد الحراك الإسباني في مناطق السيادة المغربية المحتلة، سواء في سبتة ومليلية المحتلتين أو في الأرخبيلات المقابلة للناظور والحسيمة، في محاولة لإعادة تسويق الوجود الإسباني في الجزر المحتلة بغطاء علمي وبيئي.

تاريخيًا، تعود جزر الجعفرية (Islas Chafarinas) إلى النفوذ المغربي منذ قرون، قبل أن تُقدِم إسبانيا سنة 1848 على احتلالها في خطوة عسكرية مفاجئة، مستغلةً ضعف الدولة المغربية آنذاك.

ومنذ ذلك الحين، تحاول مدريد فرض “أمرٍ واقعٍ صامت”، عبر تحويل الجزر إلى موقعٍ عسكري ومنطقةٍ بيئية “خاضعة للحماية”، بينما يعتبرها المغرب جزءًا لا يتجزأ من مجاله البحري التاريخي والسيادي.

اليوم، وبعد أكثر من 175 عامًا من الاحتلال، تحاول الأبحاث العلمية الإسبانية أن تُعيد رسم خريطة المنطقة بلغةٍ جديدة — لغة الشعاب المرجانية بدل المدافع، ولغة المختبرات بدل الخرائط العسكرية.

لا يخفى أن التحركات الإسبانية في الجعفرية تأتي في ظرفٍ دقيق، إذ يواصل المغرب تثبيت سيادته الكاملة على أقاليمه الجنوبية وتطوير إستراتيجية بحرية وطنية تمتد من طنجة إلى الكويرة.

ويرى خبراء مغاربة أن هذه “الاستكشافات البيئية” ليست سوى جزء من معركة رمزية ناعمة، تسعى من خلالها مدريد إلى تسجيل حضورٍ قانوني وإعلامي مستمر في الجزر المحتلة، تحسُّبًا لأي تحول سياسي أو تفاوضي مستقبلي.

ويؤكد محللون أن المغرب، الذي اختار طريق الحكمة والدبلوماسية الهادئة في ملفات سبتة ومليلية والجزر، لن يتنازل عن سيادته التاريخية، وأن كل خطوة إسبانية في محيط تلك الجزر تُقرأ في الرباط بمنظار السيادة لا البيئة.

قد تبدو الشعاب المرجانية البرتقالية في تقارير الإسبان “كنزًا بيئيًا”، لكنها في عيون المغاربة شاهدٌ على كنزٍ أكبر اسمه الوطن.

 

04/11/2025

Related Posts