سلطت وكالة الأنباء الجزائرية الضوء على قرار مجلس الأمن رقم 2797 حول الصحراء المغربية من منظور يروّج لدبلوماسية الجيش الجزائري، محاولًة تقديم نفسها كـ”المخلص” للصحراويين في مواجهة النفوذ الأمريكي الذي دعم المغرب، متجاهلة ذكر دور واشنطن بشكل صريح. وقدمت الوكالة الجزائرية بلادها في المقالة المطولة وكأنها فائزة في الصراع، معتمدة على أسلوب التضليل وإعادة صياغة الوقائع بطريقة تخالف مضمون القرار الأممي الذي أكّد دعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية، ورفض مشاركة البوليساريو في العملية السياسية بعد صدور القرار.
وزعمت الوكالة أن الجزائر قامت بدور محوري في إحباط محاولات لتفريغ القضية الصحراوية من جوهرها، ووصفت تحركاتها بأنها سريعة وحكيمة، بينما تجاهلت حقيقة أن القرار الأممي صبّ في مصلحة المغرب وعزز شرعيته في الأقاليم الجنوبية. كما حاولت تصوير موقفها كمعارض للولايات المتحدة، متناولة مزاعم غير دقيقة حول فرض مبادرة الحكم الذاتي، في حين ركزت على سرد انتصارات وهمية لم تتماشى مع الوقائع الميدانية والسياسية، مما جعل المقالة أقرب إلى حملة دعائية منه إلى تغطية صحفية موضوعية.
وأبرز ما يلفت الانتباه هو تجاهل الوكالة لمواقف روسيا والصين، رغم أهميتهما في مسار المفاوضات الأممية، واكتفت بتصوير الجزائر كطرف محايد “يحرر” المشهد ضد الولايات المتحدة، التي تُعد صاحبة المبادرة في صياغة مشروع القرار. وقد أسفر هذا النهج عن تقديم سردية مشوهة للأحداث، تعكس رغبة في تسويق الجزائر كعنصر فاعل ومحوري، بينما تتجاهل الحقائق القانونية والدبلوماسية التي أيدت المغرب وشرعيته في أقاليمه الجنوبية.
05/11/2025











