في ظل الحديث المتصاعد عن الإنجاز شبه الكامل للهياكل البيداغوجية والإدارية في المركب الجامعي بآيت قمرة، تتركز الأنظار الآن على دور الجماعة الترابية لآيت قمرة في تدارك النقص الحاد في البنية التحتية والمرافق المحيطية، التي تقع في صميم مسؤولياتها القانونية والتنموية.
تشغل جماعة آيت قمرة موقع المستضيف الجغرافي لهذا المشروع الاستراتيجي، الذي يمثل تحولاً نوعياً في مسارها التنموي. وبموجب القوانين التنظيمية للجماعات الترابية في المغرب (لا سيما القانون رقم 113.14)، تقع على عاتق المجلس الجماعي مسؤوليات مباشرة في تهيئة وتطوير المجال الترابي الذي يضم المنشآت العمومية الكبرى.
مسؤوليات الجماعة الترابية لآيت قمرة
يمكن تلخيص دور ومسؤولية الجماعة في ضمان الانتقال السلس للمركب الجامعي من مجرد بنايات إلى قطب أكاديمي متكامل، في النقاط التالية:
1. تهيئة البنية التحتية الطرقية والربط
تعد هذه النقطة الأكثر إلحاحاً، حيث تقع على عاتق الجماعة مسؤولية:
تعبيد وتهيئة الطرق المؤدية والمحيطة بالمركب لتسهيل حركة الطلبة والأساتذة والإدارة.
توفير الإنارة العمومية ونظام متكامل للإشارات المرورية والسلامة الطرقية حول المحور الجامعي.
2. تنظيم النقل الحضري والخدماتي
رغم أن تدبير النقل قد يشترك فيه أكثر من طرف (مجالس العمالات، الجهات، أو شركات مفوض لها)، يبقى دور الجماعة حاسماً في:
التنسيق مع الجهات المعنية لتوفير خطوط نقل عامة منتظمة تربط المركب بمركز مدينة الحسيمة والمدن المجاورة.
تخصيص فضاءات ومحطات لانتظار الحافلات وسيارات الأجرة داخل محيط المركب الجامعي.
3. تصميم التهيئة الحضرية والمرافق المرافقة
يتجاوز دور الجماعة حدود البناء الأساسي ليشمل خلق بيئة حضرية جذابة حول المركب:
المصادقة على تصميم تهيئة خاص بالمحيط الجامعي، يخصص مساحات للمرافق الخدمية الأساسية مثل المحلات التجارية، المقاهي، الصيدليات، والخدمات البنكية.
إحداث وتهيئة فضاءات خضراء ومناطق استراحة وتجمّع، بما يساهم في تحسين جودة الحياة الجامعية.
4. تدبير التراخيص والتعمير
تتولى الجماعة مسؤولية تطبيق قوانين التعمير داخل مجالها، ويبرز التحدي في:
محاربة البناء العشوائي والمخالف لتصاميم التهيئة حول المركب، لضمان النمو الحضري المنظم والمخطط للمنطقة.
تبسيط إجراءات الحصول على تراخيص الاستثمار للأنشطة التي تخدم المركب الجامعي.
تحدي التكامل في المسؤولية
في حالة المركب الجامعي بآيت قمرة، حيث يقف صرح أكاديمي ضخم على أعتاب الافتتاح في محيط لم يواكب هذا الحجم من التنمية، تظهر ضرورة التنسيق المحكم بين:
وزارة التعليم العالي وجامعة عبد المالك السعدي: الجهة المسؤولة عن البناء الداخلي.
جماعة آيت قمرة والسلطات الإقليمية: الجهات المسؤولة عن البنية التحتية والتهيئة الخارجية.
إن غياب مبادرة قوية وملموسة من طرف المجلس الجماعي لآيت قمرة قد يُفقد المركب الجامعي جزءاً كبيراً من قيمته التنموية ويُبقي على حالة “العزل الأكاديمي” التي يخشاها الفاعلون المحليون.
05/11/2025











