عرفت ضواحي مدينة أيت ملول، يوم الخميس الماضي، حالة استنفار أمني غير مسبوقة بعد اكتشاف طفل لسلاح ناري من نوع “كلاشينكوف” محشو بالرصاص الحي داخل غابة المزار، الواقعة بين جماعة القليعة وحي المزار التابع ترابيا لجماعة أيت ملول. ووفق معطيات حصلت عليها كواليس الريف، فإن الطفل كان يلهو داخل الغابة عندما لفت انتباهه جسم غريب مدفون جزئيا في التراب، ليقوم بحمله إلى المنزل قبل أن يكتشف والده، في صدمة كبيرة، أن ما يحمله ابنه ليس سوى سلاح حقيقي.
وعلى إثر ذلك، بادر الأب إلى إشعار السلطات المحلية، التي استنفرت عناصر الدرك الملكي التابعة لسرية القليعة، حيث انتقلت على الفور إلى عين المكان رفقة ممثلين عن السلطات المحلية، وفتحت تحقيقا عاجلا بأمر من النيابة العامة المختصة. وتم تطويق الموقع الذي عُثر فيه على السلاح، مع فتح بحث ميداني دقيق شمل الاستماع إلى الطفل ووالده وعدد من الشهود، بينما جرى حجز السلاح الناري ووضعه رهن التحليل التقني والعلمي لتحديد مدى صلاحيته للاستعمال وكشف مصدره المحتمل.
وأكدت مصادر مطلعة أن السلاح كان محشوا بالرصاص الحي، ما زاد من خطورة الواقعة وأثار تساؤلات حول الجهة التي تركته داخل الغابة، خاصة وأن المنطقة تعرف من حين لآخر نشاطا لشبكات التهريب الدولي للمخدرات والهجرة غير النظامية. وتواصل المصالح الأمنية أبحاثها الميدانية والاستخباراتية بتنسيق وثيق بين الأجهزة المختصة، قصد فك لغز هذا الاكتشاف الغامض الذي أعاد إلى الواجهة هواجس الأمن بالمنطقة.
