kawalisrif@hotmail.com

بوليڤيا تُسقط قناع الثورة الحمراء … من شعارات التحرر وعداء للمغرب … إلى خراب اقتصادي شامل

بوليڤيا تُسقط قناع الثورة الحمراء … من شعارات التحرر وعداء للمغرب … إلى خراب اقتصادي شامل

تعيش بوليڤيا على وقع لحظة فاصلة في تاريخها السياسي بعد أن أعلن الرئيس الجديد رودريغو پاث بيريرا نهاية ما سماه “الوهم الثوري”، واضعاً حداً لعقدين من الحكم اليساري الذي قاده إيفو موراليس وخلفه لويس آرس. خطاب بيريرا جاء صادماً حين كشف عن بلد منهار واقتصاد مفلس، بعد أن التهمت شعارات “العدالة الاجتماعية” خيرات البلاد وثرواتها الطبيعية. فبوليفيا التي كانت واحدة من أغنى دول أمريكا اللاتينية بالغاز والليثيوم، وجدت نفسها اليوم غارقة في المديونية والعجز والتضخم، فيما يعيش المواطن بين طوابير البنزين ونقص المواد الأساسية.

بيريرا لم يتردد في اتهام من سبقوه بـ“خيانة الحلم الوطني”، مؤكداً أن أكثر من 60 مليار دولار من عائدات الغاز تبخرت في مشاريع وهمية وفساد بلا حدود، وأن الدولة تحولت إلى غنيمة في يد حزبٍ واحد. المشهد البوليڤي لم يكن سوى حلقة جديدة في سلسلة الانهيارات التي ضربت تجارب اليسار الشعبوي في المنطقة: من فنزويلا التي غرقت في فقر مدقع رغم ثروتها النفطية، إلى كوبا التي تحولت إلى سجن اقتصادي مغلق، مروراً بـنيكاراغوا التي صارت مزرعة عائلية يحكمها أورتيغا بالحديد والنار.

التقارير الدولية تتحدث عن أرقام صادمة: تضخم مفرط في فنزويلا تجاوز 270%، وعجز مالي في بوليڤيا بلغ مستويات غير مسبوقة، واقتصاد كوبي يعيش على دعم خارجي هشّ. حتى الصين وروسيا اللتان كانتا تساندان الأنظمة الثورية خفّضتا دعمهما، تاركتين هذه الأنظمة تواجه انهيارها وحدها.

الخبراء في المنطقة يجمعون على أن “الثورات الحمراء” التي بشّرت بتحرير الشعوب، انتهت إلى خنقها. فقد أدّى احتكار الدولة لكل شيء إلى تجميد الإنتاج، وهروب الكفاءات، وولادة اقتصاد ظلّ متغوّل تغذيه المحسوبية والولاء الحزبي. ومع اختناق الأسواق وتراجع العملة، وجد المواطن نفسه أمام خيارين أحلاهما مرّ: الجوع أو الهجرة.

وتماماً كما سقطت أقنعة “الثورات التحررية” في أمريكا اللاتينية، فإن الزمن نفسه كفيل بكشف عورات “الجبهة المزعومة” في تندوف، التي ترفع الشعارات نفسها عن “الحرية والكرامة”، بينما يعيش المحتجزون في فقرٍ مدقع وتحت رحمة قيادة اغتنت من المساعدات الإنسانية. فكما تهاوت أوهام موراليس ومادورو وأورتيغا، ستتهاوى بدورها أوهام الانفصال على رمال الصحراء، لأن الشعارات لا تبني الأوطان، ولأن الوهم لا يصمد أمام الحقيقة المغربية الراسخة.

فكما لفظت بوليڤيا “ثورتها الزائفة”، سيلفظ التاريخ قريباً آخر أوراق الدعاية البالية في تندوف،
وسينتصر العقل على الوهم، والوطن على المتاجرين باسمه.

13/11/2025

مقالات خاصة

Related Posts