زوال اليوم السبت ، احتضنت قاعة فندق ميركور ندوة تكريمية تحت عنوان “بين القصيدة والهوية: ملامح امرأة بصمت زمنها”، لتكرم الشاعرة والحقوقية الكويتية الدكتورة سعاد الصباح. كانت هذه اللحظة بوابة ناعمة للمهرجان، تدخل المدينة من باب الذاكرة والالتزام الإنساني، قبل ساعات قليلة من الافتتاح الرسمي للعروض السينمائية.
لم يكن تكريم الدكتورة سعاد الصباح مجرد بروتوكول، بل احتفاءً بتجربة امرأة أدركت مبكرًا أن الشعر قوة قادرة على مداواة جراح الزمن وحماية الروح من العتمة. أعادت كلمات المتدخلين قراءة مسيرة امرأة جعلت من الكلمة حصنًا للسلام، ومن القصيدة فضاءً للدفاع عن الإنسان والعدالة وكرامة المرأة.
وجد الحاضرون في سعاد الصباح نموذجًا للثقافة الراسخة، وسيدة تكتب زمنها بشجاعة، ترفع صوتها للدفاع عن قضايا المرأة العربية، وتوسع آفاق الحوار بين الهويات والشعوب. وكان تكريمها امتدادًا طبيعيًا لروح مهرجان “الذاكرة المشتركة”، الذي يسعى دائمًا لإعادة الثقافة إلى جوهرها الأصيل: مرآة للروح وصوتًا للإنسان.
هذه الليلة ، سينتقل المشهد إلى فندق مارتشيكا، حيث سيشهد الافتتاح الرسمي للمهرجان، افتتاحًا سينمائيًا بصريًا يُعيد رسم ذاكرة العالم بعدسات مخرجين من مختلف القارات. ستكون ليلة الافتتاح مشهدًا حيًا تتقاطع فيه الموسيقى مع العدسات السينمائية، وتلتقي الوجوه مع القصص القادمة من شتى بقاع الأرض، بينما تستمر النقاشات الفكرية والثقافية في ميركور على هامش الندوة الدولية “حول ضرورة السلام: نحو عدالة انتقالية عالمية”.
في المركب الثقافي بالناظور، ستنطلق عروض الأفلام ابتداءً من الغد، بدءًا بفيلم “إخوة الحليب” لكنزة تازي، مرورًا بـ “الهروب 1944″ لسعيد حسب، و”ظل الاستعمار” و”الكابانون”، في قراءة متجددة للجراح الإنسانية وفتح ملفات الذاكرة، كأمطار خفيفة تغسل ذاكرة مثقلة بالجراح لتعيد لها الحياة.
وعلى البساط الأحمر، ستتجسد لحظات الاعتراف بوجوه بارزة تركت بصمتها في الفن والقانون والفكر؛ من بينهم سعيد التغماوي، عبد القادر البنحياتي، ياسين زغلول، والمستشار الملكي عمر عزيمان، الذي سيعود إلى مدينته ليُكرَّم على مسار طويل جمع بين الحكمة والإنسانية ، بالإضافة إلى إبن وزير الدولة الكويتي ، نيابة عن والده الذي كان مقررا أن يحضر ، قبل أن تعترضه ظروف طارئة.
كما ستقف الناظور إجلالًا لرواد السينما المغربية الراحلين نور الدين الصايل ومحمد عبد الرحمان التازي، الذين تركوا بصمة لا تُمحى في الذاكرة السينمائية الوطنية.
وفي ختام اليوم، ستبقى مفارقة المدينة ماثلة: الناظور، التي ستستقبل كبار السينمائيين، لا تمتلك قاعة سينما واحدة تُطفأ فيها الأنوار من أجل الحلم .
15/11/2025











