kawalisrif@hotmail.com

الجزائر تعلن استعدادها للوساطة في ملف الصحراء  وسط تجاهل مستمر لدعوات المغرب للحوار

الجزائر تعلن استعدادها للوساطة في ملف الصحراء وسط تجاهل مستمر لدعوات المغرب للحوار

أكد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف استعداد بلاده للقيام بوساطة سياسية في النزاع الإقليمي حول الصحراء، شريطة أن تتم أي مبادرة ضمن الإطار الأممي المعتمد. وأوضح خلال ندوة صحافية بالجزائر العاصمة أن بلاده تنظر إلى هذا الملف من زاوية ارتباطه بأمنها الإقليمي، مشيراً إلى أن اعتماد مجلس الأمن القرار 2797 المتعلق بتجديد ولاية بعثة “المينورسو” شكّل تطوراً وصفه بالمهم. ورغم ذلك، حرص الوزير على التأكيد أن الحوار الثنائي مع المغرب “غير مطروح”، متجاهلاً الدعوات المغربية المتكررة لاستئناف العلاقات وفتح قنوات التواصل، وهو ما اعتبره مراقبون استمراراً في نهج القطيعة رغم مبادرات الرباط.

وفي تحليل لمضمون التصريحات، أوضح أبا علي أبا الشيخ، عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، أن خطاب عطاف موجّه أساساً للاستهلاك الداخلي، في ظل تراجع أداء الدبلوماسية الجزائرية على عدة جبهات إقليمية، خاصة في مالي ودول الساحل. واعتبر أن حديث الجزائر عن وساطة يعكس إدراكاً متزايداً بأن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب باتت مرجعاً دولياً للحل، مضيفاً أن محاولة تقديم الجزائر نفسها كـ“وسيط” تأتي في سياق محاولة الحفاظ على صورتها أمام الداخل والخارج، رغم كونها طرفاً مباشراً في النزاع حسب الوقائع السياسية والميدانية. كما أكد أن الخطاب الجزائري يوحي ببداية تحول حذر، فرضته التحولات الدولية المتسارعة التي تمنح مقترح الحكم الذاتي مكانة مركزية في أي تسوية مستقبلية.

القراءة نفسها قدمها الباحث سعيد بوشاكوك، الذي رأى أن إعلان الجزائر استعدادها للوساطة خطوة متأخرة وتفتقر للجدية، خاصة أن الجزائر امتنعت عن المشاركة في جلسة التصويت على القرار الأممي الأخير. واعتبر أن الخطاب يعكس محاولة للالتفاف على الضغوط الدولية، ولا سيما الأمريكية، وعلى مضامين القرار الذي كرّس الجزائر طرفاً أساسياً في النزاع. وأكد أن هذه التصريحات ليست سوى مناورة جديدة تهدف إلى تهيئة الرأي العام الداخلي، في ظل فشل الجزائر في مواجهة المبادرات المغربية أو الاستجابة لدعوات الرباط المتكررة لسياسة اليد الممدودة. واختتم بوشاكوك بالقول إن المشهد الحالي يشبه رحلة “دون كيشوت” في مواجهة طواحين الهواء، حيث تصطدم السرديات الدعائية بحقائق دولية جديدة تمنح المبادرة المغربية مكانة الحل الواقعي الوحيد.

20/11/2025

مقالات خاصة

Related Posts