kawalisrif@hotmail.com

المغاربة في مليلية المحتلة يُنظر إليهم «كمورو» وأعداء دائمين ويظلون تحت الشك المستمر

المغاربة في مليلية المحتلة يُنظر إليهم «كمورو» وأعداء دائمين ويظلون تحت الشك المستمر

ألقت الناشطة زنيب لعري، يومه الاثنين، محاضرة في فندق روسادير بمليلية المحتلة بعنوان «الإسلاموفوبيا والتمييز الصغير ضد السكان المسلمين في تعامل الإدارة»، حيث ركزت على الظاهرة في المدينة المحتلة، مع رصد السياق الوطني الذي يغذي هذا التمييز.

كونها من مدريد، اعتمدت لعري على مصادر بحثية ومعلومات من منظمة «نيو مليلية»، التي نظمت اللقاء. ورغم قصر مدة وجودها في المدينة، فقد سلطت الضوء على شهادات المواطنين المسلمين، الذين وصفوا التمييز اليومي الممنهج في مختلف الأحياء، من السكنات الذاتية البناء، الحرمان من بعض الخدمات الإدارية، التمييز في المدارس، وصولًا إلى محاولات تجريمهم لمجرد انتمائهم الديني، رغم حملهم للجنسية الإسبانية.

كرياضية محترفة، تعرف لعري عن قرب على العنصرية والإسلاموفوبيا، واستطاعت نقل تجربتها وإلقاء الضوء على هذه القضايا عبر وسائل الإعلام. وقد تعرفت عليها «نيو مليلية» عبر حسابها في تيك توك لما وجدوا تماشيًا بين خطابها وخطابهم المطالب بالحقوق.

ورغم أنها لم تكن قد وُلدت عند الاحتجاجات الأولى للمسلمين قبل أربعين سنة، فقد أبلغها السكان أن المجتمع المسلم كان يُعامل كمواطني درجة ثانية. بعضهم لم يكن يحمل جنسية رسمية، وإنما بطاقة تعريف خاصة، ما خلق حالة استياء دفعتهم إلى الاحتجاج للمطالبة بحقوقهم، وهي تجربة قريبة من النضال المدني للأفارقة في الولايات المتحدة ضد التمييز العنصري.

ترى لعري أن سبب استمرار هذا التمييز يعود إلى تاريخ إسبانيا في بناء هويتها على نفي «المورو»، وهو ما يجعل المسلم في مليلية المحتلة يُنظر إليه كعدو دائم ويظل تحت الشك المستمر. هذا المناخ ساهم في انتشار خطاب معادٍ للمسلمين، لا يعادي الوطنية، بل يعادي الوجود الطبيعي للمسلمين كمكوّن أصيل في مليلية المحتلة وإسبانيا وأوروبا.

وعلى الرغم من بعض المكاسب الرمزية، مثل منح الجنسية الإسبانية للمغاربة القاطنين بالثغر المحتل، إلا أن التحديات الكبرى ما تزال قائمة: السكان المسلمون، رغم كونهم الأغلبية، ما زالوا مهمشين في المؤسسات والإدارات، ويواجهون تمييزًا واضحًا في الأحياء والمدارس وفرص العمل.

كما لاحظت لعري التفرقة الواضحة بين مركز المدينة والأحياء الطرفية مثل قناة هيدوم وغيرها، مؤكدة أن التمييز الجغرافي والاجتماعي يعكس عمق التهميش الهيكلي للسكان المسلمين. أما في المجال التعليمي والمهني، فلا يزال الانقسام والتهميش قائمًا، في ظل غياب سياسات حقيقية للمساواة.

في ظل هذا الواقع المأساوي، تصبح مليلية المحتلة مختبرًا صارخًا للعنصرية المؤسسية والتمييز الممنهج ضد المغاربة المسلمين. فبينما تتباهى سلطات الاحتلال الإسبانية بمظاهر التنمية، يعيش السكان المسلمون معزولين عن الحقوق والفرص الأساسية، ويُعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية، مجرد «مورو» في نظر اليمين المتطرف.

هذه المدينة المحتلة هي صورة حية للسياسة الإسبانية تجاه المغرب والمغاربة، حيث يظل التمييز والشك أداة مستمرة للسيطرة والإذلال، ما يستدعي فضح هذا الظلم والمطالبة بالعدالة والمساواة الحقيقية دون مجاملة أو مواربة.

24/11/2025

مقالات خاصة

Related Posts