تتجه الأنظار في ناميبيا هذا الأربعاء إلى الانتخابات الجهوية، حيث يُتوقع أن يحقق السياسي أدولف هتلر أونونا، أحد أبرز قيادات حزب منظمة شعب جنوب غرب إفريقيا (SWAPO)، فوزه الرابع على التوالي في دائرة أومبوندجا، ما يعكس استقرار قواعده الشعبية في وسط سياسي متجدد ومليء بالتحديات.
رغم غرابة الاسم بالنسبة للرأي العام خارج إفريقيا، خصوصًا في أوروبا، فإن السياق التاريخي يوضح الأمر: فقد كانت ناميبيا مستعمرة ألمانية حتى 1915، بعد الحرب العالمية الأولى، وظلّت بعض الأسماء الألمانية متداولة بين السكان حتى اليوم. ويعد اسم “أدولف” في هذه المنطقة اسماً مألوفاً، دون أي ارتباط بالنزعة النازية التي ارتبطت تاريخياً به في أوروبا.
تشير استطلاعات الرأي إلى أن أونونا، البالغ من العمر 59 عاماً، سيستمر في قيادة الدائرة الانتخابية، بعدما حصل في 2020 على نحو 85% من الأصوات، متقدماً بفارق كبير على منافسيه. ورغم أن النسبة قد تشهد تراجعاً بسيطاً هذه المرة، فإن جميع المؤشرات تشير إلى حسم نتيجة الانتخابات لصالحه.
يؤكد أونونا أن اسمه مجرد إرث عائلي، ولا يعكس أي توجه سياسي متطرف. فهو من أبرز القيادات السياسية في حزب SWAPO، الذي لعب دوراً أساسياً في محاربة نظام الفصل العنصري (الأبارتايد) والدفاع عن استقلال ناميبيا، بعيداً عن أي أيديولوجية أوروبية مظلمة.
في تصريح له لصحيفة بيلد الألمانية، قال أونونا:
“والدي اختار لي هذا الاسم دون أن يعرف تداعياته التاريخية، وحتى أنا في صغري كنت أراه اسماً عادياً بلا أي وزن سياسي.”
تُجرى هذه الانتخابات في وقت تشهده منطقة جنوب وشرق إفريقيا حالة من التوتر السياسي والأمني، أبرزها الأزمة السودانية الأخيرة واشتباكات قوات الدعم السريع، إضافة إلى تحديات الاستقرار في دول أخرى بالمنطقة.
ويُعد نجاح أونونا واستمراره في دائرة أومبوندجا نموذجاً على قدرة الأحزاب المحلية على الحفاظ على الاستقرار السياسي الديمقراطي رغم الضغوط الإقليمية، وهو ما يشكّل درساً مهماً للدول الإفريقية، بما فيها المغرب، في سعيها لتعزيز الديمقراطية المحلية وتنمية الشراكات جنوب–جنوب.
من زاوية المغرب، تبرز هذه الانتخابات أهمية الإرث التاريخي في تشكيل الهوية السياسية، وضرورة التركيز على الأهداف الحقيقية للسياسيين المحليين بدل الانشغال بالرموز أو الأسماء، خاصة في سياق إفريقي يتسم بالتحديات الاجتماعية والسياسية والأمنية.
26/11/2025