أثار الفيلم المغربي الفرنسي الجديد “خلف أشجار النخيل” للمخرجة مريم بن مبارك جدلاً واسعاً في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ليس بسبب قصته التقليدية، بل بسبب المشاهد الحميمية الصريحة التي احتلت مساحات كبيرة من العمل. هذه اللقطات، التي وصفها بعض النقاد بأنها أقرب إلى الإنتاجات الإباحية من الجرأة السينمائية، تحولت إلى محور النقاش النقدي، ما جعل الفيلم يتصدر العناوين قبل أن يُعرض على نطاق أوسع.
العمل الذي تدور أحداثه في طنجة حول علاقة مهدي بسلمى، وميلانه لعالم الشابة الفرنسية ماري، اعتمدت فيه المخرجة على تصوير العلاقات الجنسية بشكل كامل، متجاوزة التلميح أو الاقتصاد في الصورة، ما اعتبره بعض النقاد استعراضاً للجرأة دون مبرر درامي واضح. هؤلاء اعتبروا أن المشاهد الطويلة والمباشرة لم تضف أي قيمة للحبكة أو الشخصيات، بل ركزت الاهتمام على عنصر الصدمة وجذب الجدل، في حين رأى آخرون أن بن مبارك تحاول كسر القيود المفروضة على الجسد في السينما المغربية وإظهار العلاقات العاطفية بشكل واقعي وقاسٍ.
الفيلم، الذي يمتد 93 دقيقة ويشارك في إنتاجه فرنسا والمغرب وبلجيكا والمملكة المتحدة، استفاد من دعم المركز السينمائي المغربي بقيمة 400 مليون سنتيم، بالإضافة إلى ورشات الأطلس التابعة للمهرجان، ما رفع سقف التوقعات تجاهه. إلا أن النقد الذي واكبه يطرح تساؤلات حول جدوى ضخ الأموال في أعمال تعتمد على الصدمة الجنسية كأداة جذب، بدلاً من تقديم رؤية فنية مبتكرة، ويثير تساؤلات أوسع عن الحدود بين حرية الإبداع والمبالغة في المشاهد الصريحة في السينما المغربية.
01/12/2025