kawalisrif@hotmail.com

لقاء وفد الاتحاد الاشتراكي مع ممثلين من البوليساريو… مشهد عابر أم  يعكس تحول سياسي ؟

لقاء وفد الاتحاد الاشتراكي مع ممثلين من البوليساريو… مشهد عابر أم يعكس تحول سياسي ؟

تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر أعضاء من وفد الاتحاد الاشتراكي يتحاورون مع ممثلين عن جبهة البوليساريو، هما منصور علي وعبد الله العربي، خلال أشغال الأممية الاشتراكية في مالطا، وذلك بعد مشاركتهم أيضا في لقاءات نظمتها الأممية النسائية. هذا المشهد أثار تفاعلات واسعة، وربطه البعض بتغيير محتمل في مواقف الطرفين عقب القرار الأممي الأخير حول الصحراء، الذي دعا إلى مفاوضات على أساس المقترح المغربي للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

غير أن هذا النوع من التفاعل ليس جديدا في المحافل الدولية، إذ سبق لسياسيين وصحافيين وحقوقيين مغاربة أن تبادلوا أطراف الحديث مع ممثلي الجبهة في لقاءات خارجية، باعتبار أن مثل هذه الحوارات واردة في فضاءات العمل الدولي. ويظل ذلك جزءا من سياق طبيعي يشبه ما يحدث في نزاعات أخرى عبر العالم، حيث يتواصل ممثلو أطراف متعارضة داخل المؤتمرات، دون أن يحمل هذا التواصل أي دلالات على تحول سياسي أو مفاوضات رسمية. كما أن الفيديو لم يصدر عن وفدي الاتحاد الاشتراكي أو البوليساريو، بل صوّره عضو في الحركة الصحراوية من أجل السلام، وهي عضو بصفة ملاحظ داخل الأممية الاشتراكية.

وتؤكد التجربة المغربية في الدبلوماسية الموازية أن أي نقاش رسمي مع تنظيم محسوب على البوليساريو لا يتم إلا بقرار حزبي واضح وبتنسيق مسبق مع الجهات المختصة في السياسة الخارجية. أما الأهم في محطة مالطا، فهو نجاح وفد الاتحاد الاشتراكي في تمرير نص داخل لجنة إفريقيا بالأممية الاشتراكية يرحب بالقرار الأممي 2797، ويؤكد ضرورة مفاوضات بين المغرب والجزائر وموريتانيا والبوليساريو لإيجاد حل واقعي قائم على الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. لذلك، يبقى الفيديو المتداول مجرد لحظة عابرة بين مغاربة ينتمون لفضائين سياسيين مختلفين، ويمكن أن يحدث في أي مؤتمر دولي أو جلسة جانبية دون أن يعكس تغييرا في المواقف أو السياسات.

02/12/2025

مقالات خاصة

Related Posts