صرخة افتراضية في صحراء الواقع… المسرح الرقمي يخفي فشل السياسة الواقعية!
بينما المغرب وإسبانيا يكتبان فصلاً جديداً من تاريخ الشراكة الاستراتيجية بينهما، ظهرت يولاندا دياز بيريز لتؤكد أنّ هناك من يعيش في عالمه الخاص، بعيداً عن الواقع ومصالح بلاده.
دياز، محامية وسياسية، النائب الثاني لرئيس وزراء إسبانيا ووزيرة العمل والاقتصاد الاجتماعي، وعضو قيادي في حزب “سومار” اليساري، اختارت أن تحول القمة المغربية الإسبانية إلى منصة لمسرحية سياسية هزلية، صرخة في صحراء فارغة، لإثبات وجودها الرقمي أكثر من العالم الواقعي.
في فيديو قصير انتشر على شبكات التواصل، قرأت دياز قصيدة للشاعر الصحراوي ليمن بويشة، ثم ارتفعت نبرة صوتها لتطلق العبارة التي أرادت بها شعاراتها الشخصية:
“لن نتنازل عن سنتيمتر واحد من أرض الصحراء”.
كأن الأرض لعبة شطرنج، وهي الملكة التي تعتقد أنّها قادرة على إعادة ترتيب الرقعة بمزاجها، متجاهلة السياسة الإسبانية الرسمية ودعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية منذ مارس 2022، والتي تعدّ الحل الواقعي والأكثر جدية للنزاع الإقليمي.
تصريحات دياز لم تأتِ من فراغ، بل تزامنت مع الدورة الثالثة عشرة للاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا، الذي كان يُفترض أن يكون منصة لتعزيز التعاون، وليس لإطلاق خطابات ثورية على هواها.
لكن دياز اختارت أن تصنع الحدث لنفسها، ملوّحة بالشعر وعبارات “تحيا الصحراء حرّة”، وكأنها بطلة مسرحية سياسية في عرض رديء الإنتاج، تائهة بين الواقع والسيطرة على الفضائيات الاجتماعية.
بينما المغرب وإسبانيا ينهضان بشراكة نموذجية يُحتذى بها، تعمل دياز عكس التيار، تصرخ في صحراء فارغة، ولا ترى إلا صدى صوتها المتوهم، متناسية أنّ السياسة الحقيقية ليست قراءة الشعر، بل بناء جسور الثقة والمصالح الوطنية.
في نهاية المطاف، تبقى يولاندا دياز رمزاً للمعارضة الافتراضية داخل الحكومة نفسها، تتوهم أنّها صوت الثورة والشجاعة، بينما الواقع يمضي بخطى ثابتة نحو المصالح الوطنية والتعاون الحقيقي.
القمة التي كان من المفترض أن تكون منصة لتعزيز شراكة استراتيجية تحولت على يديها إلى عرض مسرحي افتراضي تافه لتأكيد وجودها الرقمي فقط.
باختصار: المغرب وإسبانيا يبنيان الجسور، بينما دياز تحفر خنادق وهمية في الرمال، وتلوّح بشبر من الصحراء كما لو كانت على مسرح كوميدي.
هي تصرخ، تقرأ الشعر، وترفع شعارات كأن العالم كله تابع لها، لكنها تتحرك في فقاعات صوتية فارغة، حيث صدى صراخها هو كل ما تسمعه.
دياز اليوم ليست سوى البطلة الافتراضية في مسرحيتها الخاصة، تُظهر أنّ بعض السياسيين يفضلون الشهرة على الحقيقة، والتصريحات على الواقعية، والخيال على المصالح.
وفي النهاية، يا دياز، فلتجلس مؤخرتك بسلام… فصحراء الواقع لن تنتظر صرخاتك الهزيلة.
04/12/2025