فجّر مستشار جماعي بمدينة تيفلت ملفاً مثيراً يتعلق بشبهات تحوم حول تدبير عدد من المرافق العمومية التي يشرف عليها مجلس الجماعة، برئاسة الأمين العام لحزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية عبد الصمد عرشان. المستشار عز العرب حلمي، عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، كشف أن ثمانية ملاعب للقرب تُستغل بشكل شبه كامل من طرف جمعية لا تربطها أي شراكة قانونية بالمجلس، وتقوم بتأجيرها للعموم دون أي إطار رسمي أو وصل مالي يثبت عمليات الأداء، وهو ما اعتبره ضرباً واضحاً لقواعد الشفافية وتدبير المال العام.
وأوضح حلمي أن هذه الملاعب، الممولة من ميزانية عمومية، يفترض أن تظل مجانية ومتاحة للجميع على قدم المساواة، غير أن واقع الحال يكشف عن استخلاص مبالغ مالية يومياً دون سند قانوني ولا رقابة، مع غموض كامل حول مصير هذه العائدات. ووفق تقديراته، فقد تصل مداخيل الجمعية من كراء هذه الملاعب إلى مليون و285 ألف درهم سنوياً، بناءً على عدد المقابلات اليومية وطبيعة الاستغلال، مما يفتح الباب أمام شبهات جدية بالتربح غير المشروع من منشآت عمومية.
وفي السياق نفسه، أكدت مصادر من داخل المجلس الجماعي لـ“كواليس الريف” أن الجمعية التي تدبر هذه الملاعب يتحكم فيها أعضاء من الأغلبية المنتمون لحزب رئيس المجلس، كما يرأسها موظف بالجماعة وينسق مع مستشار ينتمي للمعارضة وعضو بالمكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية الديمقراطية. وأضافت المصادر أن هذه المداخيل غير المصرح بها لا ينعكس أثرها على صيانة الملاعب، إذ تعاني بعضها من تدهور واضح، فيما أغلق أحدها مؤخراً بعد تضرر عشبه. المستشار حلمي تعهد بعرض الملف خلال الدورة المقبلة للمجلس، مطالباً بإيقاف كل استغلال غير قانوني واعتماد حلول رقمية حديثة تضمن المجانية والشفافية وتضع حداً للعشوائية.
04/12/2025