غادر وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، بعد زيارته الميدانية لإقليم الناظور، مطار العروي الدولي في تمام الرابعة والربع بعد زوال اليوم الثلاثاء ، برفقة وفد وزاري من 4 أعضاء آخرين ، وعدداً من كبار المسؤولين. هذه المغادرة ليست مجرد نهاية زيارة عابرة، بل لحظة مفصلية تأخذ طابعًا استراتيجيًا، خاصة أن الوفد يغادر محمّلاً بتقارير مهمة سيُرفع بعضها إلى أعلى مستويات القرار، في انتظار أن تُترجم إلى مبادرات تنموية كبرى على أرض الواقع.
التقارير التي أعدّت خلال الزيارة لم تقتصر على الملاحظات الشكلية، بل جاءت نتيجة معاينات ميدانية دقيقة، أبرزها الجولة الليلية التي قادها الوزير بنفسه عبر شوارع ومناطق حيوية في المدينة. الجولة كشفت عن عدد من الاختلالات: مشاريع معلّقة، بنى تحتية شبه متوقفة، محاور اقتصادية تعاني من ضعف، إضافة إلى وضع اجتماعي هشّ في بعض الجماعات يعاني من بطالة وغياب بدائل اقتصادية. هذه المعطيات — بحسب مصادر مطلعة — ستشكل قاعدة لإعادة النظر في أولويات التنمية بالإقليم، مع تركيز على الاستثمار المنتج والقطاعات القادرة على توفير فرص شغل حقيقية.
ترقّب وتفاؤل يعمّان سكان الإقليم والجهة مع مغادرة الوفد، إذ يأمل الكثيرون أن تكون هذه الزيارة نقطة انطلاق لجولة من الإصلاحات والتنمية، بعد سنوات من الركود والهشاشة. سكان الجهة باتوا يعلقون آمالاً كبيرة على تنفيذ مشاريع كبرى — من بنية تحتية، واستثمارات صناعية أو لوجستية، وحتى إطلاق مشاريع كبرى مثل الميناء المعروف “تينين المتوسط” — التي من شأنها أن تغير وجه الإقليم، وتمنحه نفساً جديداً على مستوى التنمية والمبادلات التجارية .
وما يزيد من أهمية هذا الترقّب هو إدراك أن الزيارة ليست مجرد تفقد رمزي، بل إعلان ضمني لبداية مرحلة جديدة، يملأها طموح لإخراج الإقليم من دوائر الظل إلى أن يصبح مثالاً للنموذج التنموي في جهة الشرق. فالتقارير التي على أيدي الجهات العليا، والمناداة المتجددة بمشاريع استثمارية، كلها مؤشرات أن القرار المركزي يُعِد لمرحلة من التغيير الجذري في معادلة التنمية بالإقليم.
09/12/2025
