تتواصل الاستعدادات لرالي داكار 2026 بالسعودية، حيث يستعد بورخا پيريث ورشيد علال الهادي لتمثيل مليلية في واحدة من أصعب المنافسات. ويشارك السائقان في فئة “الأصلية – بدون دعم ميكانيكي”، التي تمنع أي مساعدة تقنية، ما يجعل المتسابقين مسؤولين عن الإصلاحات والمبيت وتنظيم يومهم بالكامل. ويحمل بورخا الرقم 129 في أول تجربة له، بينما يعود علال الهادي بالرقم 51 بخبرة واسعة تمتد لسبع مشاركات سابقة، وبإصرار جديد يؤكد حضوره رغم التحديات. ويبلغ رشيد علال الهادي 47 سنة، ما يمنح تجربته عمقًا إضافيًا داخل واحدة من أقسى الفئات في الرالي.
ويمثل المتسابقان علامة “مليلية مدينة الرياضة”، في مشاركة تُعد حدثاً بارزاً داخل المدينة السليبة، بحكم صعوبة الفئة التي تعتمد على التحمل الذاتي. ولا يملك المشاركون فيها سوى خيمة وصندوق أدوات بسيط، ما يعيد روح الدكار الأولى المبنية على الصمود والاعتماد المطلق على النفس، ويبرز قيمة هذه الفئة التي يعتبرها كثيرون الاختبار الحقيقي لقدرات السائقين.
وتتضمن نسخة 2026 أكثر من 8000 كيلومتر عبر 13 مرحلة صعبة، مع كثبان عالية ومناطق ملاحة دقيقة وحرارة مرتفعة. كما أجرى المنظمون تعديلات للسلامة، من بينها حذف مقاطع حجرية خطيرة، واعتماد ثلاث محطات توقف تقنية (Pit Stop) بتدخل محدود مقابل عقوبات زمنية، في محاولة لتحقيق توازن بين التحدي والحفاظ على سلامة المشاركين.
وتعيش مليلية أجواء حماس كبيرة، حيث يواصل المتسابقان تدريبات بدنية وذهنية مكثفة، مع التركيز على فهم تفاصيل الدراجات والاستعداد لأي طارئ. وتتابع المدينة التحضيرات عبر تغطيات رياضية محلية، بينما ينتظر الجمهور انطلاق المغامرة في صحراء السعودية، خاصة أنّ الفئة “الأصلية” تحظى باهتمام عالمي نظراً لخصوصيتها وصعوبة مساراتها.
ويدخل پيريث ورشيد علال الهادي الرالي بطموح بلوغ خط النهاية ورفع اسم مليلية عالياً. وبين الرمال والأعطال وقساوة المسار، يراهن المتسابقان على روح قتالية داخل الفئة الأكثر احتراماً وقسوة في الدكار، في رحلة يعتبر الجمهور مجرد خوضها إنجازاً بحد ذاته، نظرًا لما تتطلبه من قوة نفسية وصبر ومهارة في مواجهة كل الظروف.
ويُذكر أن المتسابق رشيد علال الهادي، وهو مغربي برتبة عقيد في الجيش الإسباني المحتل، يخوض هذه المغامرة رغم الظروف المهنية الصعبة والتزامات العمل، ما يمنح مشاركته بُعداً استثنائياً داخل مليلية السليبة. كما أن علال الهادي وبيريث يتحمّلان تكاليف مالية ضخمة، إذ تُعد رسوم وتجهيزات المشاركة في رالي داكار من الأعلى عالمياً، وتشمل معدات السلامة، وقطع الغيار، والنقل، والتسجيل، والتأمين، ما يجعل وصولهما إلى خط الانطلاق إنجازاً قائماً بذاته قبل بدء السباق.
10/12/2025