مع تواصل التساقطات المطرية الغزيرة التي تعرفها مدينة طنجة ومحيطها، عاد واقع البنيات التحتية إلى الواجهة، كاشفا عن هشاشة واضحة في عدد من الأحياء والتجزئات السكنية، ومبرزا وجها مقلقا لمدينة كبرى يفترض أن تكون أكثر استعدادا لمواجهة مثل هذه الظروف المناخية. وخلال اليومين الأخيرين، أظهرت الأمطار حجم الاختلالات المرتبطة بالبناء والتعمير، في مدينة تشهد توسعا عمرانيا متسارعا وتنافسا محموما بين منعشين عقاريين لتشييد مشاريع سكنية في مختلف المناطق.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع توثق غمر مياه الأمطار لتجزئة سكنية بجماعة گزناي، في مشاهد أثارت تساؤلات حول غياب قنوات تصريف المياه، رغم أن أسعار الشقق بهذه العمارات تفوق 60 مليون سنتيم. كما شهدت عدة طرق وأحياء بالمدينة فيضانات مفاجئة، في وقت تستعد فيه طنجة لاحتضان مباريات كأس إفريقيا للأمم، وسط مخاوف من تأثير استمرار التساقطات على حركة المدينة وصورة بنيتها التحتية أمام الزوار والجماهير القادمة من مختلف الدول الإفريقية.
وفي تعليقات متطابقة، حذر فاعلون بيئيون وجمعويون من أن الفيضانات لم تعد أحداثا ظرفية، بل مؤشرا على تحديات مرتبطة بالتغيرات المناخية وسوء التخطيط العمراني، داعين إلى اعتماد حلول استباقية وتعزيز آليات الصمود واليقظة. وأكدوا أن المجهودات المبذولة في بعض المناطق، مثل المدينة العتيقة، جنبتها سيناريوهات خطيرة، غير أن أحياء أخرى ما تزال تعاني من خصاص واضح في التجهيزات، ما يعيد طرح مسؤولية المنتخبين والجهات المكلفة بالتدبير المفوض في معالجة هذه الإشكالات المزمنة بشكل ناجع ومستدام.
17/12/2025