على الرغم من تساقط الثلوج وكساوة المناخ، خرجت ساكنة جماعة بوتفردة الجبلية، بقيادة النساء، في مسيرة احتجاجية نحو ولاية بني ملال، احتجاجاً على التهميش وتعقيد مساطر البناء التي تحرم الأسر من الحق في السكن اللائق. ورغم التحديات المناخية، سعت الساكنة لإيصال صوتها ومعاناتها في مناطق المغرب العميق، غير أن تدخل القوات العمومية حال دون بلوغ المسيرة وجهتها النهائية، ما أثار استنكاراً واسعاً في صفوف المحتجين والمراقبين.
وأكد فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالقصيبة تصاعد الاحتجاجات رفضاً لتعقيد مساطر البناء التي تزيد من هشاشة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية. وأوضح البلاغ أن السلطات المحلية لجأت إلى أساليب عنيفة وغير متناسبة لفض المسيرة، ما أدى إلى إصابة عدد من المحتجين، بينهم امرأة، وتسجيل حالات إغماء استدعت نقل عدة أشخاص إلى المستشفى الجهوي ببني ملال لتلقي العلاجات الضرورية، في مشهد عكس خطورة التدخلات العنيفة.
ودعت الجمعية الحقوقية إلى فتح تحقيق جاد ومستقل وشفاف لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتورطين في هذه الانتهاكات، مؤكدة دعمها لمطالب الساكنة برفع التهميش البنيوي وتبسيط مساطر البناء وضمان حق الساكنة في سكن لائق. كما طالبت السلطات بالتخلي عن المقاربة الأمنية في التعامل مع الاحتجاجات الاجتماعية السلمية، واعتماد الحوار الجاد كمدخل أساسي لمعالجة المطالب المشروعة، مع حماية النشطاء من الملاحقات والتهم الكيدية التي تهدف إلى ثنيهم عن الدفاع عن حقوق المجتمع.
17/12/2025
