شهدت مليلية، ما يمكن وصفه بـ«المسرحية الإسبانية الكبرى»، بعدما قرّر إعلامي يعمل بإحدى القنوات الإسبانية، رفقة زوجِه المثلي، خوض إضراب عن الطعام واعتصام احتجاجي، بدعوى ما أسمياه «الظلم والمعاملة القاسية». وبينما يحتدم الجدل داخل الأوساط الإعلامية الإسبانية، يبدو أن المدينة تحوّلت إلى مسرح مفتوح للدراما الإعلامية والسياسية، حيث تتشابك قضايا حقوق المثليين، والحياة الليلية، والاحتجاج المدني، مع الصراعات الحزبية في مدريد، وكأن المدينة صارت إكسسوارًا في مسرحية لا نهاية لها.
الإعلامي وزوجُه، اللذان اشتهرا في المدينة بارتباطهما بحانات وملهى ليلي، وظّفا الإضراب والاعتصام كأداة ضغط إعلامي بامتياز، ما أثار ضجة واسعة في وسائل الإعلام الإسبانية والدولية، وأعاد تسليط الضوء على مليلية بوصفها ساحة لصراعات سياسية وإعلامية داخلية. في المقابل، تبقى الحقيقة المغربية ثابتة: المدينة جزء لا يتجزأ من التراب الوطني المغربي، ولا تحتاج إلى مزيد من الدراما لتأكيد مكانتها السيادية.
ويطرح هذا المشهد سؤالًا مشروعًا: هل تتعلق هذه الحملة فعلًا بالدفاع عن حقوق أقلية، أم هي مسرحية إعلامية من إخراج مدريد لإلهاء الرأي العام الإسباني عن أزماته الداخلية، وإشغاله بـ«الدراما الليلية في مليلية»؟
وكيف يمكن لاحتجاج مدني أن يتحوّل إلى عرض كوميدي-سياسي يشغل القنوات الإسبانية ويحوّل المدينة إلى ساحة صراع مفتوحة لا تتوقف فيها الكاميرات عن التسجيل؟
17/12/2025