أثارت وفاة هيثم المجري، الرجل المغربي البالغ من العمر 35 سنة، جدلاً واسعًا في إسبانيا بعد تدخل أمني في شهر ديسمبر بمدينة توريمولينوس. العائلة تتهم الشرطة باستخدام “قوة مفرطة وغير متناسبة”، مطالبة بإجراء تشريح ثانٍ وفتح تحقيقات جديدة لتحديد المسؤوليات وإثبات وجود “جريمة قتل”.
هيثم، الذي يقيم بمالقا منذ ثلاثين سنة، دخل مكتبًا صغيرًا لطلب شاحن لهاتفه بعد نفاد بطاريته. وحسب رواية صاحب المكتب، بدا هيثم متوترًا، ما دفعه إلى إغلاق الباب واستدعاء الشرطة، معتقدًا أنه يحاول السرقة. بعد نحو 15 دقيقة، وصلت ثلاث دوريات، وسيطر خمسة عناصر على هيثم مستخدمين أجهزة صدمات كهربائية “تيزر” لتقييده بالأصفاد، قبل أن يتوفى بعد فترة وجيزة.
محامو العائلة، صامويل تيخادا ومريم روساليس، أكدوا أن الصور من كاميرات المراقبة تظهر أن هيثم لم يُظهر أي عدوانية تجاه الشرطة، وأنه التزم بتعليماتهم، وأن التدخل كان مفرطًا، مما أدى لوفاته. لذلك، يعتبرون أن القضية يجب أن تُعتبر قتلًا عمدًا.
في المقابل، أكدت مصادر الشرطة أن الوفاة ناجمة عن توقف القلب، وأن التدخل كان قانونيًا، بينما العائلة تؤكد أن القوة المفرطة والعنف هما السبب الحقيقي. المحكمة ما تزال بانتظار نتائج التقرير الطبي النهائي لتحديد سبب الوفاة بدقة.
ناصر المجري، شقيق الضحية، قال في تصريح صحفي: “هدفنا هو كشف الحقيقة كاملة وشفافة حول وفاة هيثم. الفيديو الذي يوثق الحادث منذ دخوله المكتب وحتى خروجه ميتًا ينفي وجود أي سرقة، والمقص الذي كان بيده كان جزءًا من المكتب ولم يُستخدم لأي اعتداء، ولم يظهر أي سلوك عدواني تجاه الشرطة”.
حتى الآن، تم نشر بعض الفيديوهات القصيرة فقط، بينما المحامون يمتلكون التسجيل الكامل للحادث، ويؤكدون أن الوفاة كانت نتيجة أسباب إضافية تتجاوز صدمات “التيزر”. كما طالبوا بالحصول على تسجيلات كاميرات “التيزر” والكاميرات المثبتة على صدور عناصر الأمن.
العائلة والمحامون طالبوا أيضًا باعتذار رسمي واعتراف من الذين وصفوا هيثم بالمجرم أو أشاروا إلى عدوانيته، مؤكدين أنهم سيواصلون متابعة القضية حتى الوصول إلى العدالة الكاملة.
19/12/2025
