يشهد مدخل السوق الأسبوعي بجماعة بني بوفراح وضعية كارثية تهدد سلامة المواطنين والتجار على حد سواء. تراكم الأوحال والأتربة يحول الوصول إلى هذا الفضاء الحيوي إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر، خصوصًا لكبار السن والنساء، في مشهد صادم يعكس بوضوح غياب التدبير ولامبالاة المسؤولين المحليين.
مع أولى قطرات الغيث ، يتحول مدخل السوق إلى مستنقع حقيقي، دون أي تدخل استباقي أو إصلاحات، رغم الشكايات المتكررة من طرف الساكنة. هذه الوضعية تطرح علامات استفهام كبيرة حول دور الجماعة في صيانة المرافق العمومية التي تعتبر ركيزة أساسية للاقتصاد المحلي.
وفي الوقت الذي يزداد فيه الوضع سوءًا، يبرز الغياب المتواصل لرئيس جماعة بني بوفراح، الذي يقيم بمدينة طنجة ، والذي إختفى من الجماعة مباشرة بعد انعقاد الدورة العادية لشهر أكتوبر … الدورة نفسها شهدت مقاطعة عدد من أعضاء المجلس الجماعي، في سابقة تعكس حالة انسداد واختلال في تدبير شؤون المجلس.
منذ ذلك التاريخ، لم يُسجل أي حضور ميداني لرئيس الجماعة، ولا أي تواصل مع الساكنة لمعالجة مشاكلها اليومية، وعلى رأسها أزمة السوق الأسبوعي. بل يكتفي أحيانا بسؤال أحد المرتزقة عبر تدوينات الفيسبوك، المسمى الحداد ،عن وضع معارضته ذات الأغلبية ، هذا الغياب، بحسب متتبعين محليين، يعكس استخفافًا بمعاناة المواطنين وتفريطًا في المسؤولية الموكولة له قانونيًا.
ويشير الفاعلون المحليون إلى أن إقامة الرئيس خارج الجماعة، بمدينة طنجة، ساهمت في تفاقم حالة الفراغ والتسيب، وكرست واقعًا تتحمل فيه الساكنة تبعات غياب المسؤول الأول عن تدبير شؤونها، في وقت تتطلب فيه المرحلة الحضور الميداني واتخاذ قرارات عاجلة.
في مواجهة هذا الإهمال، تطالب الساكنة والفعاليات المدنية السلطات الإقليمية والجهات الوصية بالتدخل لتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وإلزام رئيس الجماعة والمجلس الجماعي بتحمل مسؤولياتهم القانونية، والإسراع بإصلاح مدخل السوق الأسبوعي حفاظًا على سلامة المواطنين وكرامتهم.
ويبقى السؤال الحارق: كيف يمكن لجماعة ترابية أن تُدار في غياب رئيسها المقيم خارجها، وإلى متى ستظل بني بوفراح تؤدي ثمن هذا العبث ؟
19/12/2025
