كأس إفريقيا بالمغرب: فوز الكبار… وتعطّل “الفار” يفتح نقاش الثقة في التنظيم

يعيش المغرب منذ 21 دجنبر 2025 واحدة من أبرز لحظاته الرياضية، وهو يحتضن نهائيات كأس الأمم الإفريقية إلى غاية 18 يناير 2026. اليوم الثالث لم يكن عادياً؛ فقد حمل مجموعة من الأحداث بين تفوق المنتخبات المرشحة، وتعطل تقنية “الفار”، ثم النقاش المواكب لحضور الجماهير ومحاربة السوق السوداء للتذاكر.

شهدت مباراة جمهورية الكونغو الديمقراطية وبنين، على ملعب المدينة بالرباط، تعطّل تقنية حكم الفيديو المساعد لمدة قاربت 15 دقيقة في الشوط الثاني. اضطر الحكم إلى الاعتماد على مساعديه وسط احتجاج لاعبي بنين على لقطة مثيرة للجدل، قبل أن تنتهي المباراة بفوز الكونغو الديمقراطية بهدف نظيف. الواقعة أعادت التأكيد على أهمية الجاهزية التقنية في بطولة يطمح المغرب من خلالها إلى تقديم نموذج تنظيمي للقارة والعالم. ورغم أن الأعطال واردة في كبريات المنافسات، فإن الرهان يبقى في سرعة التدخل وتقليل تأثيرها على مجريات اللعب وثقة المنتخبات.

النتائج واصلت السير وفق المنطق، دون سقوط للكبار أو مفاجآت كبرى. ففي المجموعة الرابعة، فازت السنغال بثلاثية نظيفة على بوتسوانا، وتغلبت الكونغو الديمقراطية على بنين بهدف دون رد. كما حقق المنتخب التونسي انتصاراً مقنعاً على أوغندا بنتيجة 3-1، بينما تجاوزت نيجيريا منتخب تنزانيا بصعوبة 2-1. وقبل ذلك، بصمت منتخبات المغرب ومصر وجنوب إفريقيا على انطلاقة إيجابية، ما يبشّر ببطولة قوية تجمع عمالقة القارة.

بدأت ملامح صراع لقب الهداف في الظهور، بعدما تألق السنغالي نيكولاس جاكسون والتونسي إلياس العاشوري بتسجيل هدفين لكل منهما، ليعتليا مبكراً صدارة الترتيب، في انتظار ما ستكشفه باقي الجولات.

رغم نفاد التذاكر في بعض المباريات، سُجّل حضور جماهيري أقل من المتوقع في بعض المدرجات، وهو ما أعاد ملف السوق السوداء إلى الواجهة. الشرطة القضائية تحركت بسرعة، حيث تم توقيف ثمانية أشخاص تورطوا في ترويج التذاكر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأسعار فاقت قيمتها الأصلية بأكثر من عشر مرات. وبلغت أسعار تذاكر مباريات المنتخب المغربي في السوق الموازية حوالي 5000 درهم، مقابل أسعار رسمية تراوحت بين 150 و300 درهم، ما يعكس يقظة السلطات ورغبتها في حماية الجمهور وضمان عدالة الولوج للمباريات.

قدّم اليوم الثالث من “كان المغرب 2025” صورة متعددة الأبعاد: تفوق رياضي واضح للمنتخبات الكبيرة، وتحدٍّ تقني عابر لكنه مهم، إلى جانب حزم مغربي في حماية نزاهة التنظيم. البطولة تسير بوتيرة تنافسية قوية، بينما يواصل المغرب كسب رهان التنظيم الإفريقي في نسخة تراهن القارة على أن تكون استثنائية في الأداء والصورة والانضباط الجماهيري.