لم يكن ما حدث في إشبيلية مجرد حادث عابر، بل لحظة إنسانية سطّرها شاب مغربي اسمه إبراهيم، حين قرر أن يكون الفارق بين الحياة والموت. وبين لهبٍ مشتعل ودخانٍ يخنق الأنفاس، اقتحم إبراهيم منزلًا تلتهمه النيران لإنقاذ أم وأربع من بناتها، واضعًا حياته رهن الخطر دون تردد أو انتظار لأي مقابل.
هذا الفعل النبيل لم يكن اندفاعًا عابرًا، بل انعكاسًا لقيم مغربية أصيلة: الشهامة، النخوة، التضامن، والجرأة في المواقف الصعبة. مرة أخرى، يثبت أبناء المغرب، داخل الوطن وخارجه، أنهم سفراء أفعال لا كلمات… وأن الإنسانية لديهم مبدأ وليست شعارًا.
ردود الفعل في إسبانيا لم تتأخر، فقد انهال الإعجاب والاحترام على الشاب المغربي الذي حوّل الخوف إلى أمل، والكارثة المحتملة إلى قصة نجاة. وبينما وصفه الإعلام هناك بـ“البطل”، وصفه المغاربة بـ“ولد الشعب” الذي ربّته تربية أساسها الرجولة والإنسانية.
هذه الواقعة تؤكد حقيقة واحدة: الأبطال الحقيقيون لا يحتاجون لعباءة ولا لأضواء… يكفي أن يمتلكوا قلبًا حيًا وإرادة للخير.
وفي تعليق لأحد المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، لخّص المشهد بقوله: “شكرًا لك، إبراهيم، على تذكيرنا بأن البطولة الإنسانية لا تزال حية بيننا” .
25/12/2025
