جاك بول، اليوتيوبر الذي تلقّى تهنئة ترامب، وضع فكه في الميزان وحقق رابع أكبر مكسب في تاريخ الملاكمة، ليثبت مرة أخرى أنه إيباي لانس مضاعف ×10. صانع المحتوى الأمريكي كرّر نجاحه المالي والإعلامي الذي حققه أمام مايك تايسون، رغم أنه سقط بالضربة القاضية أمام أنتوني جوشوا، ليترك العالم يتساءل: هل هذا ملاكمة أم عرض مذهل يجمع الشهرة والمال في آن واحد؟
قبل دقيقة و44 ثانية فقط من نهاية الجولة السادسة، ارتجت حلبة كاسيّا سنتر في ميامي عندما وجّه أنتوني جوشوا ضربة أبركوت قاتلة على وجه جاك بول. اليوتيوبر الأمريكي حاول الاستهزاء وأخرج لسانه، لكنه كان يعرف أن حياته في كفّة الميزان. لحظة واحدة، وكمة إلى الجسم، وجرس النهاية: ضربة قاضية، فك مشدود بصفحتين من التيتانيوم، و184 مليون دولار في جيبه، رابع أكبر مكسب في تاريخ الملاكمة.
يقول الصحافي المتخصص خايمي أوجارت: “بول أكثر من مجرد ملاكم، إنه عرض حي متحرك. يتدرب مثل البغل، وشبكاته الاجتماعية تساوي عشرات الملايين من المشاهدات… إنه إيباي لانس مضاعف ×10”.
مهما كان الرأي، حقق بول ما أراده: جذب العالم مرة أخرى إلى الملاكمة كما فعل عندما واجه مايك تايسون، المباراة التي اجتذبت 108 ملايين مشاهد حول العالم. مع مباراته ضد جوشوا، يبدو أنه كسر رقمه المالي، وجعل الملاكمة حديث الساعة.
رغم عودة تايسون، كانت مكاسب مباراته 60 مليون يورو، بينما جمع بول وجوشوا 184 مليون دولار فقط من الحلبة، مع إجمالي محتمل يصل إلى 267 مليون دولار إذا أُضيفت حقوق البث والرعاية والإعلانات والتذاكر. أرقام تنافس أعظم مواجهات التاريخ، ولا يتفوق عليها سوى فلويد مايويذر.
بول لم يكتف بالمال، بل أراد التحدي. “مع من تريدون أن أقاتل؟”، كتب بعد المباراة، موجهًا رسالة لكل ملاكم: أي مواجهة ضد بول تعني أرباحًا ضخمة وظهورًا إعلاميًا لا يُصدق.
القتال لم يكن مجرد عرض؛ كان خطرًا حقيقيًا. جوشوا ضبط قوته في البداية، حتى استنزف صبر بول وأرهق أرجل اليوتيوبر، الذي سبق وأن واجه تايسون ونجح بالنقاط. حتى ترامب أشاد بقدرة بول على الصمود أمام خصم أكبر وأقوى: “تهانينا على تحمّل ضرباته ومهارته”.
بول أثبت شيئًا واحدًا: في عالم الملاكمة الحديث، الشهرة، المال، والعرض المثير أهم من كل شيء. وبينما فاز بطلنا الوطني ساندور مارتين في بلباو، يبقى تأثير بول الإعلامي ساحقًا، يضع أعين العالم على الملاكمة بطريقة لم نرها منذ زمن.
26/12/2025